الأســيـــــــر

الكاتب المصرى : احمد عشرى

0

الحلقة العاشرة

ظن الملازم ناصر أن عطالله كشفه عندما أخبره بتهمة قتل كل أعوانه بالغاز السام في الأنفاق فقال له بس التحقيقات أثبتت إني كنت بعيد ساعتها وكنت في غزة فقال له عطاالله ما أنا عارف بس اللي انت يا أمير ماتعرفوش إن دي لعبة علي المخابرات المصرية فضحك الملازم ناصر قائلاً برافو عليك فكرة ملعوبة بجد وأقدر أنا أهرب منكو واعيش وسط أهلي في غزة معزز مكرم فقال له عطاالله وهو يمسح ماتبقي من خمر حول فمه أيه رأيك بقي ؟؟؟

رد الملازم ناصر قائلاً خلاص إكتب لي الشيك دلوقتي حالاً عشان ألحق أهرب قبل ما ينشروا الخبر في الجورنان فأخذه عطاالله في أحضانه أمام الحرس الخاص به ولم يستطيعوا هذه المرة أن يمنعوه وعاد الملازم ناصر بالمليون شيكل إلي غزة وطلب من لؤلؤة أن تساعده فوافقت لؤلؤة ووافق أيضأ أبيها علي العمل معهما فالهدنة ووقف إطلاق النار ربما يكون نهائي وبالفعل تم عمل نصبة الشاي وكأنها كافيتريا وبدأ بعض العمال يأتون فرادي

وكانت لؤلؤة ترتدي ثياباً عارية لجذب الزبائن المصريين حتي إمتلأت النصبة عن آخرهاوكانت لؤلؤة تضحك برقاعة كلما إحتك بها أحدهم وأخذ العمال المصريين يمدحون جمالها وجمال سيقانها العارية دوماً وكانت ترفع جلبابها القصير متبخترة كلما راحت أو غدت كما أمرها أبوها وكان العمال يعرفون أنها خطيبة الأسير

دخل مُخلص وصديقه وَفيّ لأول مرة في هذا المكان وكان مُخلص وصديقه وفيّ سائقان لسيارات نقل حديد التسليح من مصر فأعجبهما المكان وظلا يترددان عليه كل مرة فقط من أجل لؤلؤة فهمس مُخلص لوفيّ قائلاً أنا باجي هنا مخصوص عشان البت لؤلؤة فقال له وفيّ وهو يسخر منه ده انت متجوز أربعة ومش عاتق وأردف قائلاً عاوز أيه تاني ياشيخ ؟حرام عليك فقال له مُخلص وماله أنا ممكن أطلق واحدة فسخر منه صديقه وفيّ قائلاً طب أسكت أحسن خطيبها جاي ناحيتنا فأتت لؤلؤة تسألهما وهي تنحني لتكشف لهما عن صدرها قائلة هتشربوا أيه يارجالة ؟؟؟

فقال لها مُخلص هاتي لنا انتي أي حاجة حلوة زيك علي ذوقك فقالت له طب مش يمكن ذوقي مايعجبش فهمس لها مُخلص قائلاً أنا معايا في العربية كافة شيء شاي وسكر وبن بس بحب بحب هنا قوي وأمسكها من ذراعها أمام الجميع فقالت له واحنا كمان بنحبكو قوي فقال لها أنا بنام في صندوق العربية لوحدي فقالت له طب اسكت دلوقتي أحسن خطيبي واخد باله فقال له زميله وفيّ بس المزة دي جامدةقوي علي خطيبها وباين كده إنها مرتاحة لك انت

وفي صباح اليوم التالي أتي الملازم ناصر ليجد الأسطي مُخلص وزميله الأسطي وفيّ بمفردهما في النصبة وكانت لؤلؤة تعد لهما الشاي فجلس الملازم ناصر بجوارهما قائلاً صباح الخير يااسطوات رد عليه مُخلص قائلاً صباح الفل يا عم الكل وصاح مُخلص علي لؤلؤة قائلاً هاتي الإصطباحة بتاعة المعلم أمير علي حسابي فقال له الملازم ناصر ده احنا إتخانقنا أنا وهي إمبارح بسببكو والله فسأله الأسطي وفيّ قائلاً له ليه ؟؟؟

خير إن شاء الله فأجابه الملازم ناصر عشان الراجل بتاعكو اللي إسمه السيسي ياسيدي وأردف قائلاً أنا مش بحبه ودي حرية شخصية يا عم الحاج حتي لو انتو كمان بتحبوه فقال له الأسطي وفيّ ومين سمعك!!!!

ده مافيش مخلوق في مصر بيحبه وأردف قائلاً مجَوَّعنا وعمَّال يصرف علي السلاح لغاية ماشلحنا وحتي الميّة مش هنلاقيها بعد كده وهنموت كلنا من العطش بسببه وأضاف الأسطي مُخلص قائلاً ده احنا قربنا والله ننسي طعم اللحمة فقال الملازم ناصرلخطيبته لؤلؤة سامعة ياهانم ياللي بتدافعي عنه وخلاص أهوه وشهد شاهد من أهلها عشان بس تبطلي تقولي لي هحبسك وقال لهما أنا بقي هعزمكو علي أكلة لحمة طالما انتو جيتو في صفي

وأشار إلي خطيبته لؤلؤة قائلاً لها وانتي إبقي كلي مع السيسي وأخذ يضحك فضحك مُخلص وزميله وفيّ فضحكت لؤلؤة برقاعة ولكن هذه المرة كان الأسطي مُخلص يحاذر منها ….

وفي هذه الأثناء حضر أبو لؤلؤة فأعطاه الملازم ناصر مبلغاً كبيراً وطلب منه أن يذهب ليشتري خروفاً كبيراًوقام بدعوة كل العمال ورواد النصبة علي حفل الشواء …

أقسم الشيخ عمّار للعمة نصرة بأن الأسير مطلوب القبض عليه من قبل السلطات الإسرائيلية بتهمة قتل العديد من أعوانهم في الأنفاق بالغاز السام وكان بحوزته إحدى الصحف الإسرائيلية وكانت صورة الأسير تتصدر الصفحات وأتي قسّام ليخبر فايز بأنه قد رأي أمير اليوم بحي الشيخ الجرّاح وانتشر الخبر في غزة كانتشار النار في الهشيم وبات الجميع يعتذر له عما بدر منهم سابقاً

فقبِل الملازم ناصر منهم إعتذاراتهم وسامحهم وأتي قسَّام و فايز فضمهما معه لصحبته مع الأسطي مُخلص والأسطي وفيّ المصريان فرحب بهما قسَّام كما رحب بهما إبن عمه فايز بأرض فلسطين فقام الملازم ناصر بدعوتهما والشيخ عمّار والعمة نصرة لحضورحفل الشواء …

أتت لؤلؤة وأبيها لخدمة الجميع وكان أبو لؤلؤة يقوم بشي الخروف وكانت لؤلؤة تقوم بتجهيزه وتقديمه للضيوف المدعوين وكان الجميع في غمرة سعادتهم بالخدمة وإذا بشخصين يرتديان الشال الفلسطيني يجلسان بعيداً عن العيون وكان الملازم ناصر يعرفهما ويعرف من الذي أرسلهما وكان الحفل مسجلاً بالصوت والصورة وبعد العشاء

وبعد تناولهم الشاي إنفرد الملازم ناصربالأسطي مُخلص وزميله وفيّ وانتحي بهما جانباً نائياً وكان يحمل بين يديه كتاباً للداعية الشيخ حسن البنا فتركه أمامهما علي المنضدة بجوار أكواب الشاي وأمسك بهاتفه الصغير ماركة ثريا قد أعطاه له عطالله فأثارهما الكتاب كما أثارهما الهاتف الصغير وكان عطالله علي الجانب الآخر فأخبره بأنه في طريقه لإتمام المهمة وقال له بصوت عالي الرجالة معايا موجودين واستطرد قائلاً بس الشغلانة دي هتتكلف كتير قوي فسأله عطاالله قائلا كام يعني ؟؟

فقال له الملازم ناصر هتتكلف مليون كمان عشان الرجالة فسأله عطاالله قائلا هم كام راجل ؟ رد الملازم ناصر قائلاً وهو ينظر إليهما إتنين ياباشا بس يسدوا عين الشمس فقال له عطاالله يعني ده نص وده نص ؟ فقال له الملازم ناصر لأ ياباشا مليون شيكل لكل واحد فقال له عطاالله إتفقنا والمبلغ هيكون عندك بكرةبس ياريت تخلصني بسرعة من المهمة دي وأغلق الملازم ناصر هاتفه ليجد الأسطي مُخلص مشغولا ً بقراءة كتاب الشيخ حسن البنا ولم يسمع المحادثة مطلقاً ولكن الأسطي وفيّ قد سمعها وتمني أن ينفذ أي مهمةفي مقابل الحصول على المليون شيكل

وبكرة نكمل

اترك رد