طابا والخرائط العبرية .. والدكتورة نازك “أوراق منسية”

بقلم .. د. عبد الفتاح مطاوع

0

الأستاذة الدكتورة نازك إبراهيم عبد الفتاح مطاوع ، إبنة قرية لاصيفر البلد مركز دسوق ، أول مصرية تحصل على درجة الدكتوراه في اللغة العبرية و آدابها و كانت من جامعة لندن سنة 1968 ، و كانت وقتها أصغر مبعوثة من الجامعات المصرية للحصول على شهادة الدكتوراه من جامعات الخارج . عندما فشلت مفاوضات طابا بين مصر و إسرائيل و تم اللجوء إلى محكمة تحكيم دولية تمكن الجانب المصري بطريقة أو بأخرى من الحصول على مجموعة من الخرائط الاسرائيلية باللغة العبرية .

فريق الدفاع المصري كان تحت إشراف وزير الخارجية وقتها الدكتور عصمت عبد المجيد و ضم مجموعة من الكفاءات المصرية في مختلف التخصصات و كان من بينهم الاستاذ الدكتور يوسف أبو الحجاج الأستاذ بقسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة عين شمس الذي طلب من الدكتورة نازك الاطلاع على مجموعة الخرائط الاسرائيلية المكتوبة باللغة العبرية لدراستها و ابداء ملاحظاتها عليها. هذه الخرائط قال عنها قائد المنطقة الجنوبية الاسرائيلي أثناء حرب اكتوبر و هو برتبة لواء أن هناك خرائط اسرائيلية سرية وقعت في أيدي المصريين .

عكفت الدكتورة نازك على دراسة الخرائط ، وجدت أن الخرائط التى كانت لدى اسرائيل باللغة العبرية قبل عام 1967 لم تكن كلمة طابا موجودة عليها و أن الخرائط التى قدمتها اسرائيل للمحكمة موجود بها كلمة طابا باللغة العبرية و لكن داخل حدود اسرائيل.

وقد اعتمدت في تبيان وفضح هذا التزوير على أدلة و أساليب لفحص و تحقيق المخطوطات العبرية القديمة كانت قد تعلمتها أثناء دراستها للدكتوراه في لندن على يد أساتذة يهود. وكان أهم ما إكتشفته أن الخط المكتوب به كلمة طابا مختلف عن الخط المكتوب به بقية المدن بالاضافة إلى أن هناك اختلاف في درجة لون الحبر المكتوب به الكلمة لأنه حبر حديث وكان الاختلاف ظاهر برغم محاولة استخدامهم نفس اللون.

وقد قدمت تقريرها الى الدكتور يوسف الذي قدمه الى هيئة الدفاع و تم عرضه على محكمة التحكيم الدولية باعتباره دليلا على تزوير اسرائيل للخرائط.

جدير بالذكر كما تقول الدكتورة نازك أن الذي قرأ الخرائط القديمة المكتوبة باللغة التركية العثمانية هو زميلها أ. د. أحمد فؤاد رحمه الله الذي كان لجهده إضافة هامة لدفاع الجانب المصري.

بقي أن نقول أن الدكتورة نازك هي حفيدة الحاج خليل عفيفي تاجر الشرقية الذي سافر إلى أوروبا لإحضار جثمان الزعيم الوطنى محمد فريد في أوائل القرن الماضي على نفقته الخاصة .

اترك رد