ذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه شدد على الحاجة للتعاون من أجل استقرار أسواق الطاقة العالمية في محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يوم الأربعاء 03/16.
واجتمع جونسون مع الشيخ محمد بن زايد في أول محطة من جولة خليجية في إطار جهود لتأمين المزيد من إمدادات النفط من الخليج وزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط الأزمة الأوكرانية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن جونسون وصل إلى الرياض بعد انتهاء زيارته للإمارات.
وتواجه بريطانيا، مثل معظم دول الغرب، ارتفاعا في أسعار الطاقة. ويسعى جونسون لحث المنتجين على زيادة الإنتاج وتأمين المزيد من الإمدادات لدعم المستهلكين وتقليل الاعتماد على الصادرات الروسية.
ولم تستجب السعودية والإمارات، اللتان تشهد علاقتهما الوثيقة مع واشنطن توترا، حتى الآن لمناشدات الولايات المتحدة بزيادة إنتاج النفط للحد من ارتفاع أسعار الخام الذي ينذر بموجة ركود عالمية بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
وقال جونسون قبل اجتماعاته “على العالم أن ينأى بنفسه عن إمدادات النفط والغاز الروسية… السعودية والإمارات شريكتان عالميتان مهمتان في هذا الجهد”.
والبلدان الخليجيان عضوان في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ويملكان فائضا في طاقة إنتاج النفط ويمكنهما زيادة الإنتاج وتعويض خسارة الإمدادات من روسيا. لكنهما يحاولان الحفاظ على موقف حيادي بين الحلفاء الغربيين وموسكو، شريكتهما في تكتل أوبك+ الذي يشمل أوبك ومنتجي نفط مستقلين خارجها.
وتلتزم مجموعة أوبك+ بهدف زيادة الإنتاج شهريا بمقدار 400 ألف برميل يوميا، وقاومت ضغوطا لفعل ذلك على نحو أسرع. وعمقت الإمارات علاقاتها مع موسكو وبكين في الأعوام القليلة الماضية، وامتنعت عن التصويت في الشهر الماضي على مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويندد بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال مكتب جونسون في بيان إنه “عبر عن قلقه العميق بسبب الفوضى الناتجة عن الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا، وشدد على أهمية التعاون من أجل تحسين استقرار أسواق الطاقة العالمية”.
كما اتفق جونسون وولي عهد أبوظبي على أهمية تعزيز التعاون في مجالات الأمن والدفاع والمخابرات لمواجهة تهديدات تشمل الحوثيين الذين يخوضون صراعا مطولا في اليمن مع السعودية والإمارات.
إعدامات في السعودية
وسيكون جونسون، الذي سيجري محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ثاني زعيم غربي كبير يزور المملكة منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018 في إسطنبول على أيدي عناصر تابعة للحكومة السعودية.
وتأتي زيارته بعد أربعة أيام من إعدام السعودية 81 شخصا، وهو أكبر عدد يجري إعدامه في يوم واحد منذ عقود، بتهم تتراوح بين الانضمام لجماعات مسلحة واعتناق “معتقدات منحرفة”.
وردا على انتقادات لسجل حقوق الإنسان في السعودية قال جونسون “أثرت تلك القضايا في العديد والعديد من المرات من قبل… وسأتطرق إليها مجددا اليوم”.
وتابع قائلا “لكن لدينا علاقات قائمة منذ فترة طويلة للغاية مع هذا الجزء من العالم ونحتاج لأن ندرك العلاقة المهمة جدا التي لدينا… وليس فقط فيما يتعلق (بالموارد) الهيدروكربونية”.