سيناء وعصر التنمية

بقلم: عميد دكتور "عمرو ناصف" - المحلل الإستراتيجي والباحث فى شئون الأمن القومي

0

 

.. الأمن هو ركيزة الإستثمار فى أنحاء العالم أجمع وعلى مر كل العصور ، فأنت لن تجد من رؤوس الأموال مغامراً بمال أو مضحياً بعتاد أو حتى طارحاً لخطط مستقبلية إلا إذا إستوثق من حلول الأمن أينما ووقتما قرر تلك المغامرة أو فرض تلك الأطروحات، وليست القوة العسكرية فقط من فارضات الأمن ومكافحات التهديد، وإنما نجد التنمية شريكاً رئيسياً لتلك القوة العسكرية، تصطف معها على ذات الأرض وتشاركها نفس الأهمية، بل وتمنح القوة العسكرية نفسها زخم التنفيذ وقوة المقصد، فأينما حلت التنمية والإستثمار حل المواطن وحل السكان المحليون، وليس أصدق ولا أقوى من مواطن حر شريف يذود عن أرضه وعرضه وما ملك، فيصبح ذراع القوة العسكرية الناعمة التى لا تقل بطشاً عن البندقية بأى حال.

.. هذا ما علِمته وعاينته القيادة السياسية لمصر منذ العام ٢٠١١ ، فمع إنتشار الإرهاب بشبه جزيرة سيناء نجد الدولة وقد بدأت فى حربها عليه دون هوادة، وأدرك القائمون على تلك الحرب أنه لابد من مواطن يتمسك بأرضه ويدفع عن ماله وعياله كل شر كما تعود المصرى المقاتل على مر التاريخ، فبات دحر الإرهاب عسكرياً أحد قضبان تطهير سيناء لتاتى التنمية قضيباً ثانياً ينطلق بهما وعليهما قطار الرخاء والتوطين والتنمية آذناً بإزاحة كل ما يهدد ويؤخر أو يعطل من طريقه ، بالإضافة إلى إدراك مؤسسة الرئاسة والدولة كلها على حد سواء مدى ما عانته تلك البقعة النائية المباركة من تهميش وإهمال على مر عقود ، بينما هى بوابة مصر الشرقية ، وأى منا لا يحصن بوابته قبل أن يرتب البيت من الداخل ، فكان تحصين البوابة بالتنمية لزاماً وقدراً مسمى وقد باتت الظروف الآن مواتية لكل ذاك مجتمعاً وليس غداً.

.. وينطلق القطار من محطة (قناة السويس الجديدة) ليقرر زعيم مصر عبدالفتاح السيسي ويأتي نهضتها فى الألفية الثالثة أن أول محطات التنمية تبدأ من بوابة الدخول ، فيعهد إلى زيادة عدد الأنفاق أسفل القناة إلى (٦ أنفاق) يستقر كل اثنين منهما تحت كل مدينة من مدن القناة لتصبح مضخات التنمية إلى الشرق وفتحات استنشاق سيناء هواء التعمير القادم من العاصمة ، فنجد ظهيراً شرقياً لمدن القناة الثلاث تلك على الشريط الشرقي المقابل لها حيث تتراص (الإسماعيلية الجديدة) فى القلب بين (السويس الجديدة) و(بورسعيد الجديدة) تظلهم مشروعات لاحصر لها فى شرق التفريعة البورسعيدية ، وتمتد المدن تباعاً إلى عمق سيناء ليصل عدد المدن الجديدة فى سيناء إلى (عدد ٨ مدن) من أصل (١٤ مدينة) جديدة على مستوى الجمهورية جمعاء نذكر منها (بالوظة الجديدة – رومانة الجديدة – بئر العبد الجديدة – السلام مصر – الشيخ زويد الجديدة – رفح الجديدة – الأمل) ومجموعة مدن الصيادين المتطورة فى الشمال على طول ساحل البحر المتوسط ليصل إجمالى تلك المدن إلى (٨١ ألف وحدة سكنية)، بالإضافة إلى (عدد ٣٢ تجمع بدوى تنموى) فى القلب من سيناء وصحراءها شمالاً وجنوباً منها (القسيمة – المنبطح – الجفجافة – الحمة – الحسنة – الجدى – …… إلخ) بإجمالي (٤٠٠ بيت بدوى)، هذا بالإضافة إلى إنشاء حى سكنى كامل فى مدينة العريش بإسم (حى السبيل) بإجمالي (٢١٣٦ وحدة سكنية) إلى جانب مشروع (إبنى بيتك) على حدود مدينة العريش وبنفس طراز المشروع وطبيعته على مستوى الجمهورية ، وبالطبع فإن إنشاء كل مدينة أو تجمع من تلك المدن يصحبه إنشاءات خدمية أخرى كمحطات ضخ المياة مثل محطة مياة العريش (١٠٠ الف م٣/يوم) أو محطات تحلية للمدن الساحلية مثل (السكاركة – كرم نجيلة – بئر العبد – الطور -…. إلخ) بطاقة إنتاجية (١٥٠ الف م٣/يوم) ومحطات للصرف الصحى مثل (الشيخ زويد – بئر العبد -الحسنة – نخل – الطور) ومحطات لتوليد الكهرباء فى لكل مدينة من تلك المدن الجديدة بحانب (٧ محطات في المدن الرئيسية) ، وإنارة التجمعات السكانية و الطريق الساحلى (بورسعيد – العريش – رفح) ثم شبكة من الطرق السريعة التي بلغ عددها (٢٤ طريق حيوى داخلى) بطول حوالى (١٩٥٠ كم) وتجديد وإحلال خطى سكة حديد (بورسعيد – العريش) و(الإسماعيلية – وسط سيناء) ، ثم يأتى دور تعمير المواطن النازح إلى تلك المدن ليجد المستقر والمستودع فى خدمات تؤهله لذلك الإستقرار حيث تم إنشاء (عدد ١٥ مستشفى جديد) فى المدن الجديدة والتجمعات وتطوير (عدد عدد ٩ مستشفى قديم) وإنشاء (مخازن للأدوية) ملحقة بها ، وبناء مجمع مدرسي لكل تجمع ومدينة و (جامعة العريش ) و(جامعة التكنولوجيا) فرع بورسعيد و (عدد ٤ معاهد خاصة) و (عدد ٢ معهد فنى صناعى) وبناء (عدد ٣٥ مركز شباب) بالمدن الجديدة والقديمة وتطوير (عدد ١٩٩ مشروع رياضى) بالتجمعات البدوية ، وتأسيس أقسام شرطة ومكاتب أمنية وخدمية لكل مدينة وتجمع د.

.. وكان من الطبيعى فتح مجالات للعمل من خلال مشروعات صناعية وزراعية حول تلك المدن توفر كافة وسائل الإستقرار والعمل وتضمن دخلاً معتدلاً يحقق إستقراراً طموحاً لكل مواطن يؤهله للتمسك بأرضه والدفاع عن مقدراته وممتلكاته ووطنه مثل مشروعات إستصلاح الأراضي (٢٣١ ألف فدان وسط سيناء) (٥ آلاف فدان شرق القناة) (٤٥٠ ألف فدان جنوب بالوظة وبئر العبد) بالإضافة إلى (عدد ٣١٢ مشروعًا صناعيًا) مبنى على الإستصلاح الزراعى على هيئة مصانع صغيرة وورش مجمعة (تعليب – تغليف – تصنيع – …. إلخ) وعمل (سوق جملة للخضر والفاكهة بالعريش) ، وتطوير وتوصيل (ترعة السلام) و(ترعة جابر الصباح) إلى كل وسط وشمال سيناء ، بجانب الصناعات الكبرى ذات الأيدى العاملة الوفيرة والدخول العالية مثل (ميناء العريش – مطار العريش) وعدد ٦ مناطق صناعية ( العريش – المساعيد – بئر العبد – الحسنة – مصانع السكر – مصانع الأسمنت) وورش صناعية للتجمعات ، بجانب محاجر ومشروعات (إنتاج الرخام بالحفجافة) و(الرمل الزجاجي فى وسط سيناء) و(ملاحات تصدير الملح فى البردويل).

.. مشروعات تنموية في كل نواحى ومجالات الحياة، شرقاً وغرباً ، شمالاً وجنوباً، تقف شامخة فى وجه كل تحدى، تنبئ عن وطن عريق يرعى أبناءه ويحمى أرضه، وشعب أعرق يكمل رسالة الإعمار والتنمية جيلاً بعد جيل، مشروعات ناطقة مرئية رأى العين، تصيح فى كل ركن وحدب، مصدقة فى كل فج وصوب على قول رئيس مجتهد وطنى ذو ضمير حين قال:
.. ( إللى حصل فى مصر فى السبع سنين اللي فاتو ميحصلش فى ٣٠ سنة ) ..
.. تحيا مصر – تحيا مصر – تحيا مصر ..

اترك رد