السفير الإيراني بالقاهرة “محمد حسين فرد”: تحرير الأقصى مسألة وقت.. والتطبيع المجاني خيانة

حوار: محمد حربى

0

– ندعم المقاومة الفلسطينية.. واقترحنا استفتاء شعبي لتقرير المصير

– حكومة نتنياهو الصهيونية لا تريد السلام تحت مظلة الفيتو الأمريكي

– مصر دولة محورية وعرضنا تعاونًا اقتصاديًا مع القاهرة بدون شروط

– مليون سائح إيراني يتطلعون لزيارة الآثار المصرية سنويًا

– مستعدون لإقامة معارض للمنتج المصرى ولدينا منح للطلاب المصريين

 

الزميل "محمد حربى" أثناء حواره مع السفير "محمد حسين سلطاني فرد" رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة
الزميل “محمد حربى” أثناء حواره مع السفير “محمد حسين سلطاني فرد” رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة

 

وصف السفير “محمد حسين سلطاني فرد” رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة، الدور المصري بأنه محوري إقليميًا وعالميًا، موضحًا أن طهران اقترحت على القاهرة البدء في تعاون اقتصادى دون أى شروط، لافتًا إلى عمق العلاقات الثنائية، والتفاهمات الدبلوماسية بين الجانبين في كل المحافل الدولية، بشأن القضية الفلسطينية.

وأوضح أن حكومة نتنياهو الصهيونية المتطرفة لا تريد السلام، وأن هرولة بعض الدول نحو التطبيع المجاني هو خيانة، مشيرًا إلى دعمهم المستمر للمقاومة الفلسطينية، وأنهم على ثقة من أن تحرير الأقصى، هو مسألة وقت، وأنه قادم لا محالة.. جاء ذلك في حوار خاص، وهذا نصه..  

 بداية .. ما ملامح العلاقات المصرية الإيرانية ؟!

– مصر وإيران، هما صمام أمان المنطقة، بحكم موقعهما الاستراتيجي، فإحداهما بوابة أفريقيا، والأخرى بوابة آسيا، والعلاقات بينهما تاريخية، ترجع جذورها إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح، وتوطدت بشكل كبير بعد الإسلام، وعلى امتداد هذا التاريخ كانت الأجواء صافية بين البلدين، وكان وما زال القاسم المشترك بين القاهرة وطهران،  القضية الفلسطينية، حيث دائمًا تكون التفاهمات المتبادلة، والتنسيق الثنائي داخل أروقة المنظمات الأممية، وفى المحافل الدولية، لدعم ومساندة الحق الفلسطيني.

كيف تصفون الدور المصري في المنطقة ؟!

– الدور المصرى محورى، ليس إقليميًا فحسب، بل وعالميًا أيضًا، ويمكن أن نلمس هذا في حجم التمثيل الدبلوماسى، وعدد السفارات والبعثات الدبلوماسية في مصر، حيث يكاد تكون كل دول العالم كبر حجمها أو صغر، إلا ولديها تمثيل دبلوماسى بالقاهرة، مما يؤكد على محورية الدور المصرى، وبدورنا نحترم هذا الدور.

دعنا ننتقل معكم للحديث عن حجم التبادل التجاري بين مصر وإيران.. كم حجمه الآن ؟!

– للأسف هو دون المستوى، ولا يرتقي لطموح الشعبين، رغم أنه في الماضي كان هناك تعاون مصرفى بين مصر وإيران تمثل في شركة مصر إيران للغزل والنسيج “ميراتكس”، التي تأسست في الخامس والعشرين من مايو عام 1974، وبنك مصر إيران للتنمية المشترك، الذى أصبح يُسمى الآن “ميد بنك”، وكان قد تأسس في 27 مايو عام 1975، وشركة للغزل والنسيج والملاحة البحرية وتجارة السجاد، وفي عام 2000، على وجه التحديد، حققنا معدل تبادل تجاري مشترك بلغ ثلاثة مليارات دولار، ولكنه تراجع بشكل كبير على المستوى الرسمي، إلا أن قنوات التواصل التجاري بين القطاع الخاص ورجال الأعمال المصريين والإيرانيين، لم تنقطع، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، عبر قنوات دول أخرى.

ما بين طموح الماضى، وواقع الحاضر.. ماذا فعلتم ؟!

– من جانبا أخذنا زمام المبادرة، وتحدثنا مع الأخوة المصريين، بأننا منفتحون وجاهزون، وبلا أي شروط مسبقة لإعادة تفعيل العلاقات التجارية بين البلدين، واستئناف التعاون الذي تعطل لفترة طويلة، واقترحنا على الجانب المصري، أن نبدأ بالتعاون الاقتصادي، وإيران أعلنت استعدادها لإنشاء مصنع للسيارات بمصر، على غرار ما حدث في دول أخرى، فضلًا عن الآفاق الواعدة للتعاون في مجال البترول بين الجانبين، والسياحة والطيران.

هل بالإمكان نلقي الضوء على صور التعاون في مجال البترول، والسياحة والطيران ؟!

– إيران لديها ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي “الميثان”،  ومن خلال الاستعانة بالخبرات والتقنيات المصرية، تتحقق الشراكة بين البلدين، وتتم عملية التحويل، التصدير، وتحقيق عائد يُقدر بنحو 100 مليار دولار سنويًا، وفي مجال الطيران، اقترحنا بخطوط مباشرة بين القاهرة وطهران، واستخدام الطيران الإيراني للأجواء المصرية، للعبور إلى أفريقيا مقابل رسوم، فضلًا عن استفادة مصر من حركة السياحة الإيرانية، حيث يمكن أن هناك أكثر من مليون سائح إيراني سنويًا يريدون زيارة مصر، كما اقترحنا فتح معرض للمنتجات المصرية في إيران، وبالمقابل معرض للمنتجات الإيرانية في مصر، كما يمكن للبلدين التعاون في المجال العلمي، من خلال المنح الدراسية للطلبة المصرية في الجامعات الإيرانية، وتأسيس الشركات المعرفية.

 هل هناك مكتب تمثيل عمالي مصري في إيران ؟!

– للأسف لا يوجد مكاتب تمثيل عمالي مصري في إيران.

ولا حتى عمال مصريين ؟!

– قليل جدًا، ويتركزون بشكل فردى فى الأطباء، خاصة العيون، والمهندسين .

كم حجم السياحة الإيرانية لمصر حاليًا ؟!

– قليل جدًا، لا تتجاوز 100 أو 200 سائح على وجه التحديد، وهم ممن يحملون جوازات سفر أوروبية.

ما طموحاتكم لسقف التعاون بين مصر وإيران ؟!

– سقف طموحاتنا للتعاون بين البلدين كبير جدًا، وذلك بحكم مكانة مصر، كبوابة للدخول إلى أفريقيا، وإذا كنا وصلنا بحجم التبادل التجاري المصري الإيراني لمستوى ثلاثة مليارات دولار عام 2000، فإننا نسعى أن نصل إلى عشرة مليارات دولار في المستقبل، خاصة إذا علمنا أن حجم التجارة بين إيران والإمارات وصل إلى خمسة عشر مليار دولار، ومع العراق أثنى عشر مليار دولار تقريبًا.

ولكن في ظل العقوبات الأمريكية الجائرة المفروضة على إيران، كيف يمكن التبادل التجاري في ظل قيود السويفت، وتحويل الدولار بين البلدين ؟!

– اقترحنا على الأشقاء في مصر، أن نتجاوز مسألة السويفت، عن طريق أسلوب المقايضة، على غرار ما نفعل مع الصين، ونستخدم اليوان الصيني، بحيث نتبادل مع المصريين المنتجات الإيرانية كالنفط والبترول، ونستورد منهم ما يحتاجه الإيرانيين من منتجات مصرية مثل: الفواكه كالرمان، المانجو.

ما آخر المستجدات على صعيد مساعي رفع التمثيل الدبلوماسي بين مصر وإيران ؟!

– في مرحلة تاريخية زمن الرئيس الراحل حسني مبارك، كانت المباحثات مستمرة، ومبشرة بالخير في مزيد من التقارب الشعبي، واقتربنا من نقطة رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين مصر وإيران، لدرجة أن الجانب الإيراني أعد وجهز بيانًا لإعلان رفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، إلا أنه لظروف ما حدث تجميد للأمور.

  وهل توقفت تلك المساعي أم ما زالت الآمال ممكنة ؟!

– بالطبع، تبقى الأحلام والطموحات ممكنة، طالما هناك رغبة صادقة من الجانبين في تجاوز كل العقبات، لتحقيق مصالح وتطلعات الشعبين الشقيقين في تعاون مثمر، والحديث يجري من حين لآخر مع الخارجية المصرية، بشأن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي، ومن أبرز ملامح ذلك، ما رأيناه في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، حيث كانت هناك مشاركة رفيعة المستوى من الجانب الإيراني، كما أن التصريحات الصادرة عن المسئولين في طهران، سواء على مستوى رئاسة الجمهورية،  أو وزارة الخارجية، تؤكد بأنهم جاهزون في أي وقت لإنجاز مسار رفع التمثيل الدبلوماسي مع مصر.

نود التوقف معكم عند قراءتكم للأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة..  من حيث الأسباب والحلول ؟!

– من وجهة نظرنا، أن جوهر وحقيقة هذه الأزمة، تتحمل مسئوليتها الولايات المتحدة الأمريكية، إذ إن الاقتصاد الأمريكي يؤثر ويتأثر بالاقتصاد العالمي، وتاريخيًا فإن اقتصاد أمريكا يتنامى على وقود الحروب، وكان هو الرابح الوحيد في الحربين العالميتين الأولى والثانية.

  هل تقصدون أن أمريكا تستفيد من صناعة الأزمات ؟!

– بالطبع نعمٌ، ولكن من سوء الحظ أن المتابع للأحداث والصراعات، والأزمات، يجد أنها متمركزة في منطقة الشرق الأوسط، والآن جرى توسيع الرقعة الجغرافية لساحة الحروب، كما هو الحال بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، ومحاولات التطويق الأمريكي للصين، عبر تحالفات مع كوريا الجنوبية، الفلبين واليابان.. وهكذا تحتاج أمريكا لإشعال الحروب والصراعات، من أجل أن إنعاش اقتصادها، الذى يزدهر مع الأزمات، لدرجة أن أصابع الإتهام تشير إلى تورط أمريكي فيما يتعلق بافتعال جائحة كورونا، التي كانت شركة أمازون الأمريكية، وهي أكبر سوق للتجارة الإلكترونية عبر الإنترنت، من أكثر الرابحين، حيث تضاعفت حركة نشاطها.

  وكيف لنا كعالم إسلامي الخلاص من المخططات الأمريكية ؟!

– بالاتحاد والتعاون العربي الإسلامي، نستطيع تجاوز تداعيات جائحة كورونا، بل والأهم من ذلك إفساد برتوكولات حكماء صهيون، الذين يريدون ويخططون للسيطرة على العالم.

بماذا تفسرون الإنتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الأقصى والفلسطينيين ؟!

– هي حلقة مستمرة ضمن المشروع الصهيوني، الذي تأسس على أساسه الكيان الإسرائيلي عام 1948، وحلمهم في إقامة دولة يهودية، على حساب الفلسطينيين، بسرقة الأرض والتاريخ، وتتولى حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، تنفيذ مخطط هذه المرحلة بمواصلة الإعتداء على الأقصى بغرض هدمه، وتشييد هيكل سليمان، وضرب حقوق الفلسطينيين بعرض الحائط، دون اعتبار للقوانين والأعراف الدولية.

في تقديركم .. ما الذى يجعل إسرائيل تتصرف هكذا دون رادع من أحد ؟!

– إسرائيل مستمرة في التصرف بهمجية، في محاصرة وتطويق الفلسطينيين، وتهجيرهم، دون أن يردعها أحد، وأن اليمين المتطرف يسابق الزمن في محاولة لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية، طالما ظلت الحماية الأمريكية، وغطاء الفيتو الأمريكي.

  نود أن تطلعنا على الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية ؟!

– نحن نؤكد دائمًا وقوفنا بجانب الحق الفلسطيني، ولذلك لدينا تحفظات كثيرة على تسابق بعض الدول الهرولة نحو التطبيع المجاني مع إسرائيل، الذي وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن”، بأنه خيانة.

هل يوجد تنسيق إيراني مصرى فى المحافل الدولية والمنظمات الدولية بشأن قضية فلسطين ؟!

– بالفعل هذا موجود، ولدينا تعاون جيد داخل أروقة المنظمات الأممية، وفي كل المحافل الدولية، وفي كل تنسيق عربي إسلامي بشأن القضية الفلسطينية، دائمًا نبدأ بتفاهمات مع الجانب المصري؛ لأن مصر من الدول التي تدعم بجدية الحق الفلسطيني.

إلى أى مدى أنتم قلقون من محاولات حكومة نتنياهو الصهيونية المتطرفة إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية ؟!

– قضية فلسطين باقية، ونحن على ثقة بأنه مهما طال الأمد فإن لحظة تحرير الأقصى وكل المقدسات في مدينة القدس قادمة، وسوف يزول الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني، ولعل ما نشاهده في ميدان المقاومة، يؤكد ذلك، حيث لم تعقد تقف عند الحدود الجغرافية لقطاع غزة، بل امتدت شرارتها ولهيبها لتشعل الإنتفاضة في أماكن أخرى كغزة وحتى الضفة الغربية، وإرادة الفلسطينيين ستنتصر لا محالة.

ما طبيعة الدعم الإيراني للفلسطينيين ؟!

– نحن مستمرون في دعم المقاومة الفلسطينية على كل المستويات والأصعدة، وعلى المستوى الرسمي اقترحنا على الأمم المتحدة إجراء استفتاء شعبي شامل على حق تقرير المصير بالنسبة للفلسطينيين، إلا أن أمريكا وإسرائيل ترفضان ذلك.

اترك رد