الحياة كلها خيارات واختيارات ويتوقف نجاح الانسان ومستقبله وسعادته على حسن اختياره وقراراته, فإذا أحسن الاختيار والقرار كانت النتائج إيجابية واستطاع الإنسان أن يحقق أحلامه وذاته ويصنع مستقبله, أما إذا كان الاختيار والقرار خاطئا فإن الإنسان يدفع ثمن ذلك, وسيندم لكن فى وقت لن ينفع فيه الندم ..
الاختيار والقرار الصحيح يتطلب الاحتكام إلى الخبرة والعلم والمشورة والاستفادة من تجارب الآخرين فى الحياة…
واتخاذ القرار وفقا لحسابات التكلفة والمنفعة وهو ما يسمى فى علم الاقتصاد بالقرار الرشيد.
فالإ ختيار من الأمور المصيرية، واختيارك إما يصنعك ويرفعك وإما يدمرك ويهلكك ..
وهناك امثلة كثيرة للخيارات
منها ماهو متكرر واصبح الانسان يؤديها بشكل تلقائى يوميا
فالانسان فى كل صباح لديه عدة اختيارات إما أن يذهب للعمل او لا يذهب.. واذا اخد القرار بالخروج من المنزل عليه ام يختار الملابس التى يرتديها..ووسيلة المواصلات التى سينتقل بها ..كما يختار أصناف الطعام التى يتناولها يوميا بل فى كل وجبة …وهكذا…
وهناك بعض الاختيارات لاتكون بشكل يومى مثل اختيار الطبيب المعالج او اختيار المستشفى .او مكان المصيف او مدرسة الاولاد …..وهكذا
وهناك قرارات مصيرية .. يتحدد على اساسها حياة الانسان فى المستقبل ..مثل اختيار الكلية
التى ستدرس فيها ..أو مكان العمل او الوظيفة التى سيلتحق بها ..فقرار العمل يحتاج إلى دراسة ترتبط بقدرات الإنسان ومهاراته وخبراته وكيفية تنميتها
وكذلك بفرص العمل المتاحة فى سوق العمل وأن يتسم الإنسان بالمرونة فى هذه الامور بالمرونة .
كما ان اختيار للأصحاب أيضا. واختيار الصاحب من الامور المهمة ويحتاج إلى دراسة وتدقيق خاصة لأن الصاحب والصديق الجيد والمخلص يكون قوة دفع للإنسان(.يقول النبى صلى الله عليه وسلم المرأ على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)..ومن الاصحاب من يسيئ للانسان ويصدر له الطاقة السلبية ..
واخطر القرارات والاختيارات فى حياة الانسان اختيار الديانة التى يعتنقها الانسان. لانها عقيدة يخاسب عليها رب العباد ..
وكذلك اختيار ( الزوج او الزوجة ) او مانسميه اختيار شريك الحياة ….
فالزواج يحتاج إلى حسن الاختيار والقرار السليم لأنه يترتب عليه انا سعادتك او شقاؤك فى الدنيا..
فليس المهم البدايات ..فبداية الزواج مبهجة لكن النتائج والنهايات هى الاساس
وبناء أسرة كاملة وإعداد مواطنين صالحين.امر شرعى مطلوب ونحن مأمورون شرعا بحسن الاختيار ومن حق الأبناء على أبيهم أن يتخير لهم المنبت الحسن الام الجميلة الذكية ..الخلوقة ذات الحسب والنسب لقول النبى صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين ..فالدين هو الحاكم لكن الحسب والجمال والمال امر مطلوب فى الحياة ويختار لهم الاسم الحسن ، وقد روى ابن ماجة في سننه أنه صلى الله عليه وسلم قال: تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم. وقال شمس الحق تخيروا لنطفكم: أي من النساء ذوات الدين والصلاح وذوات النسب الشريف،…
لذلك قرار الزواج لا ينبغى التعجل فيه ولايخضع للعواطف فقط بل يحكمه العقل والمنطق والمشورة والاسرة ولا يعتمد فقط على الاعتياد مع شخص ، بسبب التواصل اليومى بل هناك ضوابط كثيرة يجب الاهتمام حتى تجعلك على استعداد لقضاء بقية حياتك مع من تختارة وان يكون جدير بالثقة والاخلاق والدين والعلم وتسعد بانجاب اولاد نجباء اصحاء جمال منه وتتحقق فيه الكفاءة ويشاركك احلامك واهدافك واسلوب حياتك وان تكون على استعداد لتقبل عائلته وتقديم الدعم لهم اذا لزم الامر فالزواج ليس ارتباط فردين فقط بل عائلتين كاملتين.
كما يجب ان تسأل نفسك بجدية هل أنت فخور بشريك حياتك وتشعر بالسعادة والفخر حين تحكى عنه أمام أصدقائك أو عائلتك أم تشعر بالخجل وتضطر لاختلاق بطولات وهمية عنه…!
لاتخدع نفسك ..وماتخفيه اليوم سيكون على رؤس الاشهاد غدا
فى وقت لاينفع فيه الندم وتكون الخسارة كبيرة فى كل شيئ
لذلك على الإنسان. أن يتعلم كيف يختار ..ويتعلم من أخطائه فى اختيارته السابقة
ويراجع اختياراته وقراراته ويصوبها ويعدلها…. لكى يسير فى الطريق الصحيح الذى يصنع له السعادة ويجعله أكثر نفعا لنفسه ولأسرته ولمجتمعه ولوطنه.
ويعلم انه لا شيء أسوأ من الاختيار الخاطئ، فى اى أمر. فهو إهانة للنفس ومزلة للروح .
فحياتك هي اختياراتك، ستؤثر عليك سلبًا إن أسأتها أو إيجابًا إن احسنتها..
ويؤثر على اختياراتك خبراتك وعمرك وثقافتك وتعليمك ونظرتك للشيء و تقييمك الذاتي له، واعتقاداتك وقناعاتك، وبيئتك المحيطة و عوامل أخرى محيطة بك أو ضغوطاتك الاجتماعية.فقد
وفرق فى اختياراتك بين نوعين من العلاقات ولذلك اياك ان تنسى ان تستشير ..اصحاب الخبرة
واقرب الناس اليك ولن تحد اقرب من والديك ..
وهناك نوعين من العلاقات هما
النوع الاول هى العلاقات المجبرون عليها ولا يوجد سبيل للاختيار فيها، مثل: علاقتك مع والديك، أسرتك، وأقاربك. وهى علاقات تقوم على الاحسان اليهم وتتسم بالود والمحبة والتقدير..
والنوع الثانى علاقات تدخل فيها بكامل اختيارك فإن كانت اختيارتك خاطئة فستكون عواقبها وخيمة وستدفع ثمن اختياراتك ويجب ان تتحملها.. ، وإن كانت اختياراتك صائبة ستجعل حياتك سعيدة،
مثل علاقتك مع أصدقائك وزملائك بالعمل، والجيران.
واحذر ان تدخل فى حياتك
من أصدقاء السوء فهم سيعكرون صفو حياتك ويغيرون من أفكارك لكي تتناسب معهم، ويجعلونك تشك في نفسك وربما تكرهها بعدما كنت راضٍ عنها،،لأن نجاحك يحزنهم، وفشلك يسعدهم….واحذر من ينافقك ولايصارحك بالحقائق فهو يجعلك كا الاعمى ….
وتخير الصحبة الصالحة من يتمنى لك الخير فصُحبة الأَخْيَار تُوصِل العبد إلى أعلى عِلِّيِّين، وصُحبة الأشرار توصله إلى أسفل سافلين”…ومن الامور الى يجب ان نحسن اختيارها ..النصيحة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة
فلكم بحسن الحديث أجرا
فالكلمة الطيبة صدقة، وبراً، وقرباً، وخيراً أبداً
بقلم ا.د / إبراهيم حسينى درويش أستاذ المحاصيل الحقلية ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.