الحلقة 52 : حسرة شديدة

0

منزل آل کارم.
“هاها”.
“أبي، لا داعي للقلق. أنت تعرف قدرات يارا
“حتى رجل مثل سامي سقط تحت تأثير سحرها، لذلك يعتبر إبرام هذه الصفقة
الصغيرة أمرًا تافها بالنسبة لها”.
“لذلك لا تدع شيئا يقلقك”.
“أصلا، مجموعة الاستثمار هي من اقترح التعاون مع شركتنا. هذه الصفقة
مبرمة أساساً.
مضى وقت ليس بالقليل على مغادرة سامي ويارا في القاعة، أخذ آل كارم
المجتمعون يتبادلون الأحاديث ويتضاحكون كانوا على ثقة بأن المفاوضات
سوف تتكلل بالنجاح.
ياسمين على وجه الخصوص كانت متفائلة ضمنت لهم: “يارا تتولى زمام
الأمور، لذلك لا داعي للقلق”.
أثنى سمير والآخرون أيضًا على يارا: “هاهاها. أنت محقة لطالما كانت يارا
طفلة بقدرات مميزة. خلاقًا لتلك كاميليا التي تجلب العار لعائلتنا دوما”.
طيلة الاجتماع، لم تفارق الابتسامة وجه المعلم كارم. كان جليا أنه يثق في
قدرات يارا لأبعد الحدود.
لكن مرت ساعة ثم مرت ساعتان.
ثم انقضى وقت ما بعد الظهيرة بأكمله، ومع ذلك، لا مؤشر على عودة سامي
ويارا.
عندها فقط، تعب الجميع من الانتظار. عبس المعلم كارم، واختفت جميع آثار
البهجة من وجهه.

“ما الذي يحدث؟ لقد انقضت عدة ساعات ونحن ننتظر. ألم ينتهوا من
التفاوض؟ هل يُعقل أنه لم تصلنا أخبار حتى الآن؟”.
حث المعلم كارم: “سمير اتصل بهم”.
ابتسمت ياسمين وقالت “أبي، لا شيء يدعو للقلق. ربما أعجبت السيدة نحاس
بيارا جدا، وهما الآن يتجولان مقا في مكان ما؟ ربما مر الوقت بهم من غير أن
يشعروا لذلك أرجو ألا تقلق سوف تكون الأمور على ما يرام، خصوصا أن
سامي معهم
لم تفوت ياسمين أي فرصة للتفاخر بصهرها.
عندها تمامًا فتح باب منزل العائلة مصدرًا صوتًا. ظهرت شخصان أمام آل كارم
المجتمعين.
“يارا، لقد عدت!”.
بسرعة، أين العقد؟ أريه لجدك. سوف يكون سعيدا برؤيته”.
“أخبرتكم أن يارا تنجح في أي شيء تفعله”.
توجهت ياسمين والآخرون نحو يارا وسامي: “أمم، سامي، ماذا حدث لوجهك؟
لماذا وجهك أحمر؟”.
ابتسم المعلم كارم وطلب العقد من حفيدته.
إلا أن يارا أخذت تتلعثم “جدي، أنا… أنا.. “.
“مم؟” عندما رأى آل کارم ملامح يارا المتوترة انقبضت قلوبهم وغمرتهم خيبة
الأمل.
اختفت الابتسامة من وجه المعلم كارم وهو يسأل، “ماذا؟ بسرعة، أخبريني،
ماذا حدث؟”.
أجابت يارا بوجه حزين خال من الحياة جدي، لم أحصل على العقد. وألغت
مجموعة الاستثمار الطلبية”.
ارتجف المعلم كارم من سماع الأخبار السيئة، وكاد ينهار على الأرض.
أسرع سمير لمساعدة والده: “أبي، أبي، أرجوك صحتك أهم من أي شيء”.
دفع المعلم كارم ابنه: “ابتعد عني!”، والتفت ليحدق في يارا. تملكت العجوز
غمرات الغضب حقا. “أيتها البائسة عديمة الفائدة تكلمي. أخبريني بكل كلمة
قيلت أثناء الاجتماع من البداية إلى النهاية. لماذا ألفت مجموعة الاستثمار
الصفقة؟”.
كاد المعلم كارم يفقد عقله من الغضب. ارتعش جسده كله من الغضب وهو
يصرخ في وجه حفيدته.
كانت صفقة بقيمة خمسين مليون لو نجحوا في الحصول عليها، لارتقت
عائلتهم في الثروة والمكانة. لكن يارا الآن دمرت ما كان حقا صفقة مبرمة.
كيف للمعلم كارم لا يغضب؟
خافت يارا لدرجة أنها لم تجرؤ على إخفاء أي معلومات، وخرجت كلماتها بدافع
من الفزع. “جدي، لا يمكنك أن تلومني على هذا ممثلة مجموعة الاستثمار لم
تمنحني حتى فرصة للتفاوض”.
“قالوا… قالوا إن مجموعة الاستثمار سوف تتفاوض فقط مع كاميليا، ولا أحد
غيرها”.
ماذا؟
عندما سمعوا هذا، ارتعش أفراد العائلة من الصدمة.
شحب وجه المعلم كارم وأصبح كورقة بيضاء، وارتجف بشدة لدرجة أنه انهار
مباشرة في أحد الكراسي.
سمير، إنه أنت؟”.
“لم أسمع أخبارك منذ مدة طويلة، لماذا تتصل بي ا الآن؟ هل طلعت الشمس من
مغربها هذا الصباح؟”.
“إذا لازلت تتذكر أن لديك أخا أصغر منك؟”.
“ماذا تريد من كاميليا أن ترد على الهاتف؟”.
“أنا آسف جدا، لكن كاميليا مريضة ولا تستقبل مكالمات . من أحد حاليا”.
“أرجو أن تنقل اعتذاري لأبي. لا تقلق. بمجرد أن تشعر كاميليا بتحسن، سوف
أطلب منها الاتصال به”.
“أوه، زوجة أخي هاهاها. لم نتحدث مع بعضنا منذ عصور”.
“نعم، صحتي ممتازة. لا حاجة للقلق بشأني”.
“ماذا، أنت أيضا تريدين كاميليا؟”.
“أظن أنها نائمة الآن على الأرجح لم تسمع رنين هاتفها”.
حسنا، عليك الانتظار فقط بمجرد أن تستيقظ، أظن أنها سوف تعاود الاتصال
بك”.
“أوه، أبي بجانبك؟ حسنا، سوف أنهي المكالمة الآن. سلمي عليه نيابة عني”.
ههه، سوف أنهي المكالمة”.
منطقة الغروب السكنية.
خلال مدة قصير فقط، تلقت هاجر مكالمات هاتفية عديدة من أقارب لم يسبق
أن التفتوا لأسرتهم. في البداية دهش كلّ من هاجر وثوار. ظلا أن ابنتهما قد
تسببت بمشكلة جديدة. لم يعلموا إلا لاحقا أن يارا قد دمرت |
الصفقة
مع
مجموعة الاستثمار. والسبب في اتصال أقاربهم بهم هو لأنهم يريدون من
كاميليا أن تتفاوض مع مجموعة الاستثمار.
في غرفة نومها قاطعت هاجر بين ساقيها وتذمرت بتعال وهي تتناول بعض
بذور عباد الشمس المحمصة عندها فقط، شعرت بالرضا.
“هه، لماذا ترتكبون الجريمة وأنتم عاجزون عن تحمل العقوبة؟”.
“ماذا تظنون ابنتنا؟ هل هي عبدة عند آل كارم؟ تستدعونها متى شئتم
وتطردونها متى شئتم؟”.
“أنتم تفكرون فيها الآن فقط لأن صفقتكم قد دمرت لماذا لم تسألوا عنها منذ
البداية؟”.
” تسببتم بهذه الفوضى والآن تتوقعون من كاميليا أن تنظفها لكم؟”.
” في أحلامكم!”.
قال نوار بقلق، خائفا من أن يُغضب زوجته من جديد: “هذا يكفي. لا تتجاوزي
الحد. ماذا لو غضب العجوز حقا؟”.
“ماذا تقصد بـ “هذا يكفي؟ انظر كم عانت ابنتنا كيف لي أن أتركهم يفلتون
بسهولة؟”.
ابتسمت هاجر باحتقار نوار، اسمعني جيدًا، لا تتدخل في هذه المسألة. دعنا
نرى ما تنوي . عائلتك فعله”.
فجأة، رن الهاتف مرة أخرى.
نظرت هاجر إلى هوية المتصل.
أوه، المتصل هو المعلم كارم.
يبدو أن آل كارم في قمة التوثر.
ردت هاجر على المكالمة فوزا بوجه مليء بالابتسامات. “أبي، كيف حالك؟”.
“كاميليا؟ إنها مريضة حقا ليست متغيبة عن العمل عمدا”.
“ماذا؟ ترغب في زيارتها؟”.
“لا يمكن. إنها حفيدتك، فكيف تزعجك بالقدوم إليها؟”.
“لذا أرجو عدم القدوم للزيارة. ثم إن كاميليا ليست في المنزل حاليا. لقد
غادرت إلى العزيزية البارحة”.
“عندما تعود، سوف أطلب منها أن تزورك فورا”.
منزل آل کارم.
اجتمع آل كارم في قاعة الاجتماعات وتغيرت ملامح وجوههم من شدة الغضب.
بدا سمير متجهما، أما المعلم كارم فكانت ملامح وجهه فظيعة.
في تلك اللحظة، كان المعلم كارم قد أنهى مكالمته للتو مع هاجر. حاول الاتصال
بكاميليا قبل ذلك، إلا أن حفيدته لم ترغب بالرد على مكالماته أو أن هاتفها مغلق
حاليا.
H
هفف هذه كاميليا تظن أنها جاهزة لمغادرة الغش!”.
“كيف تجرؤ على عدم الرد على مكالماتك؟”.
” وهذه الهاجر، تستهزئ بنا رُغم كونها شخصا عديم الفائدة، إلا أنها حقا تحب
التعالي”.
ضرب سمير الطاولة بيده أثناء انتقاده لأقاربه بدا وكأنه على وشك الانفجار من
الغضب.
التزم آل كارم الآخرون الصمت، خاصةً ياسمين ويارا لم يستطيعوا سوى النظر
بلا حول ولا قوة.
صرخ المعلم كارم: “لماذا أنتم صامتون؟”.
“هل أنتم معانيه؟”.
” تنشطون فقط عندما تحاولون الحصول على الثناء على أعمال بعضكم. الآن
بعد وقوع الشركة في هذه الورطة، أصبحتم جميعًا فجأة مجموعة معاتيه”.
رغم أنه لم يسم أحدًا باسمه، إلا أن كلا من ياسمين ويارا شعرتا بالذنب لدرجة
تملي أن تنشق الأرض وتبتلعهما.
سأل سمير بقلق: “أبي، ماذا نفعل الآن؟ ألن ترذ كاميليا على مكالماتنا؟”.
تنهد المعلم كارم ببرود وقال ماذا نستطيع أن نفعل سوى الذهاب إليهم؟
جهزوا السيارة. سوف نذهب إلى منزل نوار لرؤية كاميليا. أوه نعم، أحضروا
معكم الأشياء القيمة في منزلنا”.
لم يكن لدى المعلم كارم خيار آخر سوى أن يتخذ موقفا مذعنا، ويطلب شخصيا
من حفيدته إنقاذ الشركة في نهاية المطاف لا يمكن لآل كارم تحفل تبعات
تفويت عقد بقيمة خمسين مليون.


متابعة حلقات الرواية

الانتقام عدالة قاسية ولو بعد حين


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً