الاحتراق الوظيفي: العوامل والأعراض وطرق التعامل

كتب : زكي عبدالرحمن

0

في عالم اليوم المتسارع والمليء بالتحديات، أصبح الاحتراق الوظيفي ظاهرة شائعة تؤثر على عدد متزايد من الموظفين في مختلف القطاعات. يتميز الاحتراق الوظيفي بشعور دائم بالإرهاق والإحباط، وفقدان الدافع تجاه العمل، مما يؤثر بشكل كبير على الأداء والإنتاجية. في هذا المقال، سنستعرض العوامل المسببة للاحتراق الوظيفي، الأعراض التي تشير إلى حدوثه، وطرق التعامل معه.

 

العوامل المسببة للاحتراق الوظيفي

الاحتراق الوظيفي ليس نتيجة لسبب واحد، بل هو نتاج تفاعل مجموعة من العوامل. من أهم هذه العوامل:

 

1. الضغوطات المستمرة في العمل: ساعات العمل الطويلة، وزيادة عبء المهام، والضغط لتحقيق الأهداف يمكن أن تؤدي إلى شعور الموظف بالإرهاق المستمر.

 

2. غياب الدعم الاجتماعي: عدم وجود دعم من الزملاء أو الإدارة يمكن أن يزيد من شعور الموظف بالعزلة ويؤدي إلى الاحتراق.

 

3. قلة التقدير والاعتراف: عندما يشعر الموظف بأن جهوده لا تُقدَّر بشكل كافٍ، قد يفقد الدافع للعمل ويشعر بالإحباط.

 

4. عدم التوازن بين الحياة العملية والشخصية: إذا كان العمل يستهلك جل وقت الموظف، مما يؤدي إلى إهمال الحياة الشخصية، فإن ذلك يزيد من احتمالية حدوث الاحتراق الوظيفي.

 

ومن الأعراض المرتبطة بالاحتراق الوظيفي

يمكن أن تتنوع الأعراض بين الأعراض الجسدية والنفسية، ومن أبرزها:

 

1. الإرهاق البدني والعقلي: يشعر الشخص بتعب دائم حتى بعد فترات الراحة.

 

2. انخفاض الأداء: يفقد الموظف القدرة على التركيز ويعاني من تراجع في جودة العمل.

 

3. التشاؤم والانعزال: يظهر لدى الموظف نظرة سلبية تجاه العمل، وقد يفضل الانعزال عن الزملاء.

 

4. التغيرات الجسدية: تشمل الصداع، واضطرابات النوم، والأمراض الجسدية المرتبطة بالتوتر مثل مشاكل الجهاز الهضمي.

 

ومن طرق التعامل مع الاحتراق الوظيفي

للتعامل مع الاحتراق الوظيفي، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات التي تساعد في التخفيف من تأثيراته:

 

1. إعادة تقييم الأولويات: من المهم تحديد الأولويات والمهام الأساسية، وتجنب الانغماس في العمل على حساب الصحة الشخصية.

 

2. الحصول على الدعم: سواء كان من الزملاء أو الإدارة أو حتى من خارج العمل، فإن الدعم الاجتماعي يساعد في تخفيف حدة الاحتراق.

 

3. ممارسة الأنشطة المريحة: يمكن للأنشطة مثل الرياضة، التأمل، والهوايات أن تساعد في تقليل التوتر وتجديد الطاقة.

 

4. طلب المساعدة المهنية: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استشارة متخصص في الصحة النفسية للحصول على دعم احترافي.

 

ان الاحتراق الوظيفي مشكلة حقيقية تواجه العديد من الموظفين اليوم، ولها تأثيرات سلبية على الأفراد والمنظمات. من خلال فهم العوامل المسببة له، والتعرف على أعراضه، واتباع طرق فعالة للتعامل معه، يمكن تقليل آثاره وضمان بيئة عمل صحية ومنتجة. من المهم أن يدرك الجميع أهمية الصحة النفسية والبدنية، وأن يسعوا لتحقيق توازن مستدام بين الحياة العملية والشخصية.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً