لله نعم كثيرة …من أعظمها أن يرزقك الله بصفاء النفس وسلامة الصدر…
ومن يرزق بنعمة الصفاء النفسيي يعيش فى حالة من النقاء الروحي والهدوء والسكينة التي يشعر معها المرء بأنه هادئ البال، قرير الخاطر، خال تماما من كل قلق.
وحالة السكينة والصفاء والهدوء من الأمور التى تدل على قوة إيمانك بربك ،والطمأنينة بأنك فى حفظ الله وفى عنايته ومعيته.. …
واليقين بقدرة الله على تغير الاحوال إلى افضلها ،وتيسير الامور مهما كانت شدتها ،وتبديد المخاوف وتحقيق الامال ،مهما كانت صعوبتها .
فالله سبحانه وتعالى هو القادر على كل شيء ..وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف يشاء بقدرته وقيوميته .
وهذا يدفع صاحب الصفاء النفسى و القلب السليم الى التسامح وحسن التوكل، والأخذ بالأسباب والاكثار من الدعاء ، والعمل الصالح.
فلايليق أن تعيش فى صراع دائم باطنى مع نفسك ،او مع غيرك
ويكون ذهنك مشوشا، ونفسيتك متعبه، تنفعل لأتفه الاسباب، تعيش حسرة الماضي وألامه ،وتحمل هم الحاضر وعذابه، وتفقد الثقة فى المستقبل واماله.
وصاحب هذا الذهن المضطرب هو مريض ممزق شقي يجهل سر الصفاء النفسي.وعليه ان يبحث عن السلام ..الداخلى لنفسه بأقصى سرعة ويغلق صفحات الماضي ويتصالح مع نفسه ويتكافئ مع ذاته
واياك ان تجعل الهموم بما تحمله ” من مشاعر سلبية ، كالقلق والجزع واللهفة والخشية والضيق والخوف من المجهول او المستقبل يكدر سعادتك ..
واعلم بأن الهم هو العدو الأكبر الذي يهدد حياتنا النفسية، وهو السم اللعين الذي يدمر الصحة والجسم ،ويجلب الحزن، و ينتزع من الانسان الصفاء النفسي، ويحل محله الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام.
وبالتالى فإن “الصفاء النفسي” لم يعد ترفا ولكنه ضرورة من ضرورات الحياة، لاننا فى العصر الحاضر أصبحنا حساسين اكثر من اللازم وغلبت علينا حب الذات والأنا و العناد وتكبير المشاكل الصغيرة الى مشكلات كبرى ..مع أن آباءنا وأجدادنا كانوا أكثر منا صفاء، وأشد منا بساطة وسماحة وتقوى ولذلك كانوا اكثر صحة نفسية .
من فوائد الصفاء النفسى
١- الانسان المتسامح تجده لا ينظر الى الجوانب السلبية او المظلمه ويحول المحن الى منح ويركز على عمل الخيرات ورضا الله سبحانه وتعالى ..
٢- الصفاء النفسى يجعل الانسان يستمتع بحياته ويكون فى حالة اتساق مع ذاته ويبتعد عن الصراع الداخلي الذى يعاني منه الغالبية التى تحيا فى صراعات مدمرة للذات!.
٣- الرضا وتقبل الإنسان بما قسمه الله له من قدرات وعطاءات ونعم فالرضا بمثابة حجر الزاوية لسعادته وحمايته من الأمراض الجسدية والنفسية .
٤- لا شيء يضاهي سلامة القلب
وصفاء النفس، ونقاء المقصَد وبياض السريرة،وأن تمضي في هذه الحياة بنوايا سليمةوبوصلتك المحبّة والرِضا.فلا تحقد،ولا تكره،ولا تحمل الضغينةلأحد،روحك تشعّ بالسلام وإنّ في ذلك راحة كبيرة لا يستشعرها إلا من ذاقها وتقلّب في نعيمها”.
٥- خلق العفو والتسامح والتغافل وسعة الصدر، ليست ضعفاً ولا عجزاً، بل هي دليل سلامة القلب ، وكرم النفس وقوَّة المجاهدةوصدق الله اذ يقول ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾
٦- مهما كانت الشدائد. والحمل ثقيلاً، فإن خلق التواضع،والسماحه، وتحسين دواخلنا، قبل ان نطلب من الاخرين تحسين سلوكهم . وجزء كبير من قوة قدرتنا على العطاء يكون في سلامة داخلنا؛ فكما يقول رسولنا ﷺ (فإني أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)
ولذلك نقول سلاماً علي من يمتلكون براءه القلوب في زمن عزت فيه المـشاعر .. وسلامة القلب وهدوء العقل أهم من كل شيءٍ آخر”فآلقلوبَ آلجميلة و آلنية آلطيبة. همَ سِر جمَآل هذِه آلحَيآة ..
والنية الصافية والصادقة رزق لصاحبها، فكل خيرٍ رجوته لغيرك سيسوق الله لك أعظم منه من حيث لا تشعر
وسلاماً للقلوب الطيبة الصافيةالتى تملك جمال الروح وصفاء النية ، التي تثمر حباً وتعطينا الأمل في الحياة
و صفاء النفس وسلامة القلب من الحقد والحسد ، وحب الخير للناس ، والفرح بإشراقهم ونجاحهم ، هي أعظم رصيدلسعادة الدنيا وفلاح الآخرة “ويَفوز ذوي النيَّة الطيِّبة في النهايات، مهما تعدَّدت خساراتهم..وسلامة (قلبك) في الدنيا شرط لسلامتك في الآخرة..(يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
وصايا للوصول الى الصفاء النفسى
الوصول إلى حالة الصفاء النفسى ليست صعبة المنال … ويمكن لمن يفتقدها أن يركز تفكيره ويستعرض خياله فى تأمل النعم التي أنعم الله بها عليه من صحة وستر وحينها سيكون قادراً على الإستمتاع بالحياة في حدود مايعيشه فى يومه وأن يترك الغد لخالقه .
– أن تغض الطرف وتتجاهل بعض المساوئ التي يقترفها في حقك الآخرون ..
– سعادتك رهنا بمدى قدرتك على الامتناع عن تذكر الأحداث الأليمة فى حياتك .
– ليس من الضعف في شيء أن يتجاهل المرء أحيانا بعض الإساءات ، فإن من شأن هذا التجاهل – أو التسامح – أن يكون بمثابة إعلان صريح عن قدرة الذات على الصفح أو الغفران : وهي قدرة لا تملكها إلا النفوس الكبار التي صهرت معادنها آلام الحياة وشرور الناس…
-عليك ان تتخطى الكثير من الجدل، وتكتفي بالصمت أو حتى التسليم لحوارات كنت تخوضها بضراوة قبل ذلك، وتتجاوز مواقف وظنون تعلم جيّداً أنه يمكنك الرد عليها بسهولة وإثبات جانبك السليم منها، فأنت حالياً مختلف وحريص على وقتك ومزاجك
– القدرة على ضبط النفس، والاتزان العاطفي، والتفكير الايجابى…
– العمل على توفير أسباب الصحة الروحية لحياتك النفسية والعقلية، عن طريق التأمل، والاسترخاء. وليس معنى الاسترخاء الركون إلى حياة الدعة والتكاسل، بل معناه العمل على استعادة حياة الهدوء والسكينة.
– إن نعمة الصفاء النفسي يمكن للإنسان مهما كان مستوى تفكيره أن يتدرب عليها رويداً رويداً بالممارسة وتعويد نفسه عليها من خلال ضبط عواطفه وكظم غيظه عندما يغضب وإلتزام الهدوء وعدم الاستجابة للإنفعالات النفسية المدمرة , والبعد عن روح الإنتقام , والتحلي بروح الصبر والإتزان , والتفاؤل وتوقع الخير, والنظر إلى الحياة بنظرة يملؤها البهجة والإشراق , والرضا كل الرضا بما قسم الله .
اللهم ارزقني وإياكم سلامة القلب وصفاء النية.. والإخلاص في القول والعمل
بقلم .. أ.د/ ابراهيم حسينى درويش أستاذ المحاصيل الحلقية ووكيل كلية الزراعة السابق بجامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.