من الفأل الحسن ان يكون بداية العام الميلادى الجديد يتوافق مع بداية شهر رجب وهو من ألاشهر الحرم ..فعدة اشهر العام اثنى عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاثة متواليات وهى ذو القعده وذو الحجة والمحرم وشهر فرد وهو رجب مضر نظرا لان قبيلة مضر. كانت تجل هذا الشهر الكريم ..يقول تعالى
إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ» (سورة التوبة آية 36).
فما اجمل ان نبدا العام الجديد وشهر رجب شهر الحرام بتجديد النية والتوبة والاوبة والرجوع الى الله عز وجل ومراجعة النفس ..وناخذ وصية الله لنا بعدم ظلم انفسنا مأخذ الجد والاهتمام .فالظلم محرم فى كل الشهور لكن تحريمه اشد وألزم فى الاشهر الحرم .
الظلم : هو ان يجور على الانسان على حقوق الغير وينحرف عن العدل ويتعدى من الحق إلى الباطل ..واظلم الظلم بان يظلم الانسان لمصلحة غيره فهو يجامل غيره بظلمه للناس سواء بشهادة الزور او غير ذلك من الامور ..
صفات الظالم
من صفات الظالم. أن .نفسه أمارة بالسوء و قلبه غافل عن ذكر الله ويتبع هواه ولذلك اضله الله على علم وغره ألامل ونسى ربه وقدرته واستحوذ عليه الشيطان يقول تعالى : {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} (سورة المجادلة:19).
عاقبة الظلم وخيمة
معلوم من قراءة التاريخ بأن اى كيان اسس على الظلم سينهار ،وكل بناء اقيم على ظلم سيهوى ،.وأى مجتمع سادة الظلم سيهلك ،.واى بيت اسس على ظلم سيخرب،.واى مال سلب بغير حق سيفنى وسيكون وبالا على صاحبه، واى ظالم ظلم غيره سبقتص الله منه او فى احب الناس إليه ..هذه سنة الله فى خلقه ..ودائما الجزاء من جنس العمل .
ولا يستطيع احد مهما كانت قوته او بطشة او جبروته ان يفلت بظلمه فالله هو نصير المسضعفين. وكفيل المظلمين . الذى خلق الاكوان بالعدل والميزان ..واخبرنا بانه الواحد الديان .. لايقبل الظلم فى ملكه ولايحب الظالمين وسيقهرهم ..دنيا واخره..يقول الله تعالى {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا} (سورة الكهف:59) وقد قيل لو أن الجنة وهي دار البقاء أسست على حجر من الظلم، لأوشك أن تخرب».
وما ضاعت نعمة صاحب الجنتين إلا بظلمه، يقول تعالى {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا} (سورة الكهف:35-36)، وقال تعالى عن فرعون: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} (سورة القصص:40)، وقال عن قوم لوط: {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} (سورة هود:82-83).
يقول الشاعر
وإياك والظلم مهما استطعت
فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى
لتبصر أثار من قد ظلم
وما من يد إلا يد الله فوقها
ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم
وكان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا ..يرحمنا
انواع الظلم
قال العلماء ان الظلم له ثلاثة انواع ظلم لا يُغفر، وظلم لا يُترك، وظلم مغفور لا يُطلب.
لكن كلها تؤدى فى النهاية إلى أن يظلم الانسان نفسه لانه يحملها ما لا تطيق من عقاب الله لها .
فالظلم الذى لايغفر وهو الشرك بالله والكفر به..والنفاق.يقول عنه تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
والظلم الذي لا يترك، ظلم العبد لغيره بالاعتداء على المال والنفس وغير ذلك … وهذا الظلم فيه يقتص الله من الظالم لصالح المظلوم يقول الله تعالى : {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} (سورة الشورى 42) .
أما الظلم المغفور لا يطلب..وهو ظلم معفى عنه كظلم الانسان لنفسه وإياه قصد الله تعالى بقوله: {فمنهم ظالم لنفسه} (سورة فاطر:32)، وقوله على لسان نبيه موسى: {رب إني ظلمت نفسي} (سورة القصص:16)،
وانواع الظلم الثلاثة في الحقيقة هى ظلم للنفس،طججط
ططوفى الغالب أن الظالم لا يمارس الظلم إلا على الضعفاء لامتلاكه اسباب القوة..ونسى ان الله حيى قيوم وهو جبار السموات والارض ….كأكل حقوق اليتامى او اكل ميراث الضعفاء من النساء والاطفال او ظلم المرأة حقها من صداق ونفقة وكسوة ـ ظلم الأجير بعدم إعطائه الأجر. ومن الظلم البيِّن الجور في القسمة أو تقويم الأشياء
الله لايحب الظالمين
الحق سبحانه وتعالى لايحب الظلم ولا الظلمه فهو العدل لانه سبحانه اقام الكون بالميزان والعدل والقسط يقول تعالى ({والله لا يحب الظالمين} (سورة آل عمران:57)، وقال: {ولا يظلم ربُك أحدًا} (سورة الكهف:49)، وقال: {وما ربك بظلام للعبيد} (سورة فصلت:46)، والظالم يخرج عن النظام الذى وضعه الله لكونه ولقد حذرنا النبى صلى الله عليه وسلم من الظلم في الحديث: «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» (رواه مسلم). ويقول تعالى: {ألا إن الظالمين في عذاب مقيم} (سورة الشورى:45).
فالظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، ولاتقوم تقوم للظالم قائمة ، فقال الله عزَّ وجلَّ: «وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين».
إياك والظلم
١- نادى رجل سليمان بن عبد الملك ـ وهو على المنبر ـ: يا سليمان اذكر يوم الأذان، فنزل سليمان من على المنبر، ودعا بالرجل، فقال له: ما يوم الأذان؟ فقال: قال الله تعالى: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} (سورة الأعراف:44).ألا تخشى وانت تظلم لعنة الله يوم يوم ألآذان !
٢- قد يظن بعض الظلمه انهم فى مأمن من العقاب ..وهؤلاء نقول لهم قول النبى صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته.”
٣- ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم كفل ـ نصيب ـ من دمها، لأنه كان أول من سنَّ القتل» (رواه البخاري ومسلم).
٤- كان يزيد بن حاتم يقول : «ما هِبْتُ شيئًا قط هيبتي من رجل ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبي الله، الله بيني وبينك».الا تستحى ان تظلم ضعيفا ليس له نصيرا الا الله !
٥- قال قتادة:”إن الظلم في الأشهرالحرم أعظم خطيئةووزرًا من الظلم فيماسواها،وإن كان الظلم على كل حال عظيماولكن الله يعظم من أمره } وقال القرطبي: “. “خصَّ الله تعالى الأربعة أشهر الحرم بالذكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفًا لها، وإن كان منهيًا عنه في كل الزمان”. لقوله يتعالى {ذلِك وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} فعظموا ماعظَّم الله واجتنبوا ماحرم الله .وليراجع. كل منا نفسه ويستثمر العام الجديد وشهر رجب لتجديد العهد مع ربه ..
بقلم.. ا.د / ابراهيم حسينى درويش أستاذ المحاصيل الحلقية ووكيل كلية الزراعة السابق بجامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.