اقتصاد

بسبب قناة السويس.. تعرف على تأثيرات توترات البحر الأحمر على التجارة العالمية

شهدت منطقة القرن الأفريقي، وبالأخص الصومال، اهتمامًا متزايدًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في ظل تصاعد التهديدات التي تواجه الملاحة الدولية في البحر الأحمر. تأتي هذه الخطوة استجابة للتحديات الأمنية المتزايدة التي تفرضها جماعة الحوثي في اليمن، والتي استهدفت سفنًا تجارية وعسكرية في المنطقة، مما أثر سلبًا على حركة التجارة العالمية.

يُعتبر القرن الأفريقي منطقة استراتيجية حيوية للتجارة العالمية، حيث يمر عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب نحو 12% من التجارة العالمية، ويُعد تأمين هذه الممرات البحرية أمرًا بالغ الأهمية لضمان تدفق السلع والخدمات بين القارات. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الصومال بموقع جغرافي متميز يطل على المحيط الهندي وقربه من مضيق باب المندب، مما يجعله ذا أهمية خاصة في الاستراتيجيات الأمنية الدولية، وذلك حسبما ذكرت “شبكة رؤية الإخبارية”.

وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، مما أدى إلى استنفار دولي لتأمين الملاحة في المنطقة. وقد أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف دولي يضم عدة دول، بهدف حماية السفن وتأمين الممرات البحرية الحيوية. وفي هذا السياق، أعلنت اليونان عن انضمامها إلى هذا التحالف وإرسال فرقاطة بحرية للمشاركة في جهود التأمين.

في ظل هذه التحديات، برز الصومال كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في جهودها لمواجهة التهديدات البحرية. يأتي هذا الاهتمام الأمريكي بالصومال في إطار سعي واشنطن لاحتواء النفوذ المتزايد لدول مثل الصين وروسيا وإيران في أفريقيا، ويُعتبر تعزيز الوجود الأمريكي في الصومال جزءًا من استراتيجية أوسع لضمان التفوق الأمريكي في منطقة البحر الأحمر والمحيط الهندي.

بالإضافة إلى التركيز على الصومال، شهدت المنطقة تعاونًا عسكريًا بين مصر والولايات المتحدة لمواجهة التهديدات في البحر الأحمر، حيث نفذت القوات البحرية المصرية والأمريكية تدريبات مشتركة بهدف تعزيز إجراءات الأمن البحري وتبادل الخبرات في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.

وتسببت الهجمات المتكررة في البحر الأحمر في تعطيل حركة الملاحة عبر قناة السويس، مما أثر على التجارة العالمية، وقد اضطرت بعض شركات الشحن إلى تحويل مسارات سفنها لتجنب المرور عبر المناطق المهددة، مما أدى إلى زيادة التكاليف وتأخير وصول البضائع، هذا الوضع يبرز الحاجة الملحة لتأمين الممرات البحرية وضمان سلامة الملاحة الدولية.

في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في البحر الأحمر، يتزايد الاهتمام الدولي، وخاصة الأمريكي، بمنطقة القرن الأفريقي والصومال، وأتي هذا الاهتمام في إطار الجهود المبذولة لتأمين الممرات البحرية الحيوية وضمان استقرار المنطقة، بالإضافة إلى مواجهة النفوذ المتزايد لدول أخرى في أفريقيا. التعاون العسكري والتنسيق بين الدول المعنية يُعدان أساسيين لمواجهة هذه التحديات وضمان أمن الملاحة الدولية.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً