
أقدم الملحد المغربي سعيد بنجلي على الانتحار في إحدى الدول الغربية عن عمر ناهز 46 عامًا. فقد عاش بنجلي سنوات طويلة من حياته في انتقاد الإسلام، مستمرًا في السخرية من القرآن الكريم والتشكيك في تعاليمه، بالإضافة إلى الإساءة المتواصلة للنبي صلى الله عليه وسلم.
قبل وفاته، ترك بنجلي رسالة تعبر عن تدهور حالته النفسية والصحية بشكل ملحوظ، حيث كان يعاني من ألم داخلي عميق دفعه إلى اتخاذ قرار الانتحار. هذه الرسالة لا تقتصر على كونها مجرد إعلان عن نواياه، بل تقدم نظرة مؤلمة إلى صراعه النفسي الذي مر به.
هنا يبرز السؤال المحير: كيف يمكن لفكر الإلحاد أن يصل بشخص إلى هذه النهاية المأساوية؟ وهل كانت حياته التي امتلأت بمباهج العري والخمور والموسيقى قادرة على منح روحه السلام الداخلي أو الراحة النفسية التي كان يسعى إليها؟ في الحقيقة، لا يمكن فصل هذه التساؤلات عن السياق الأوسع لمعاناة نفسية قد تكون نتيجة خلل في فهم الذات والوجود.
فكر الإلحاد في كثير من الأحيان يركز على إنكار ما هو متعالي، مثل الإيمان بالله ورسالاته السماوية، لكن ربما يغفل عن التأثير العميق الذي تتركه هذه الأفكار في نفس الإنسان، خاصة عندما يعجز عن إيجاد إجابات لأسئلة الوجود الكبرى، مثل معنى الحياة والموت، وما إذا كان هناك هدف حقيقي وراء الوجود. وفي ظل غياب هذا الإطار الروحي الذي يضفي على الحياة طابعًا من الأمل والطمأنينة، قد يغرق الإنسان في دوامة من الألم النفسي الذي يصعب عليه الفكاك منها.
إذًا، الانتحار في هذه الحالة قد لا يكون مجرد رد فعل على المعاناة الجسدية أو النفسية فحسب، بل ربما هو النتيجة الطبيعية لفقدان الإيمان بمفهوم أسمى للوجود، وهو ما يعكس أحيانًا عجز الفكر المادي عن الإجابة على أسئلة الروح العميقة التي لا تجد تفسيرًا سوى في الإيمان والتسليم.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.