دماء على سلم مشاه.. القصة الكاملة لمقتل «معلمة»

0

ملامحها تتسم بالطيبة، وجهها بشوش، تتلمس فيه طيب المنشأ وحُسن الخلق، ظهر ذلك جليا في نشأتها، وفي ابنيها التي انجبتهما، ومن تتلمذوا على يدها.. تخرّج على يدها مئات الطلاب، يشيدون بها وبحرصها على تلقينهم دروسهم بأمانة منقطعة النظير، السيدة إلهام عبد الحميد، صاحبة الـ48 عاما، زوجة وأم لطبيب أسنان ومهندسة، تخرّجت العام الحالي في كلية الهندسة، كانت تمني النفس أن تراها ملتحقة بسوق العمل، لكن القدر كان أسرع والموت كان أسبق، فغادرت الدنيا، صباح أول أمس، غدرا، على يد عاطل حاول سرقة حقيبة يدها أعلى كوبري المشاه بشارع الهرم.. قاومته لكنها لم تقو عليه كثيرا ووجه لها طعنات أودت بحياتها وخرجت روحها لربها، تشكو غدرا لاقته، تطالبه بقصاص سماوي أشد وأعظم من العدالة البشرية.

كوبري المشاه

مكان الحادث أعلى كوبري مشاه في شارع الهرم، حيث الدماء الزكية على درجات السلم المؤدي له، كما انتقلت إلى منزل أسرة المجني عليها بأحد الشوارع المتفرعة من شارع الهرم، حالة من الحزن على الوجوه مصحوبة بمحاولات تماسك، ممزوجة بأمل في القصاص العاجل والعادل من القاتل، الذي جرى ضبطه بعد ارتكاب جريمته.

المُدرسة المجني عليها

بحسب زوج المجني عليها، فإنها كانت تعمل مدرسة، وتم انتدابها للعمل في إحدى مدارس محافظة دمياط، إلا أنها تقدمت بإجازة بدون مرتب، للتفرغ لتربية ابنها محمد طبيب الأسنان، وابنتها «ندى» التي تخرجت العام الحالي في كلية الهندسة.

أما نجلها محمد، فقد عاد من عمله ظهر الاثنين، واتصل بها أكثر من مرة على مدار ساعة ونصف، دون رد، فساوره القلق، حتى كرر الإتصال مجددا، ليفاجأ برد من شخص أخبره أنه ضابط شرطة، وأن والدته مُصابة في مستشفى الهرم، بسبب تعرضها لحادث.

جثة هامدة

توجّه «محمد» إلى مستشفى الهرم، ودلف إلى قسم الطوارئ للسؤال عنها، لكن العاملين هناك أخبروه أنها فى ثلاجة المستشفى، وهناك عرف بحقيقة الواقعة، وأن والدته توفيت متأثرا بإصابات ألمّت بها، نتيجة الطعنات التي سددها لها القاتل، فأجرى اتصالا بوالده وأخبره بما حدث.

جريمة قتل

التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية بالجيزة، أكدت أنه أثناء مرور ضباط مباحث القسم لملاحظة الحالة الأمنية، استجابوا لاستغاثة المارة من أحد الأشخاص الذي كان يرتدى ملابس عليها آثار دماء ويحمل سكينا، حيث تمكنوا من القبض عليه، وبمناقشته اعترف انه شرع في سرقة إحدى السيدات بخطف حقيبتها، إلا أنها قاومته فطعنها، بالسكين عده طعنات.

النيابة العامة

وبعد القبض على المتهم، أرشد عن المجني عليها، حيث تم نقلها للمستشفى لتلقي العلاج، إلا أنها فارقت الحياة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وإحالته إلى النيابة العامة التي ناظرت جثة المجني عليها، وأمرت بانتداب الطب الشرعي، لتوقيع الكشف الطبي لبيان سبب وكيفية الوفاة، وصرّحت بالدفن، كما أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات التي تجرى معه.

اترك رد