الأســيـــــــر

0

الحلقة الأخيرة

بدأت أصوات سيارات الإسعاف تصدح في كل شبرمن شوارع تل أبيب وكأنها تعزف سيمفونية صاخبة لموتسارت وشوبان وبيتهوفن وباخ مجتمعين في لحن جنائزي مهيب فوقفت سيارة إسعاف بجانب أمير فنظر من خلال زجاجها ليجد عطالله معلقاً بالمحاليل وحوله إسطوانات الأوكسجين في محاولة مستميتة لإنقاذه فتلاشت فجأة كل الأصوات وحل محلهاصمت مطبق وكأن الأسير قد أصيب بالصمم وبهتت الصورة أمامه وامتلأت سماء إسرائيل بطيورجارحة أتتها من كل حدب وصوب فرائحة الموت قد دعتها لوليمة

إتسعت حدقتا عين الأسير فنزل سهم الله عليه ودارت به الأرض عدة مرات فترنح قليلاً ثم سقط مغشياً عليه وسط الجثث المترامية هنا وهناك فأحاطه الموت عندما رأي والده ووالدته وجميع إخوته يرحبون به وبقدومه فابتسم لهم ثم رفع سبابته لينطق بالشهادة وكان يشعر بالطيور وهي تقترب منه رويداً رويدا ولم يحاول حتي منعها

ونمي إلي علم اللواء الطرفاوي ما قدحققه الأسير من نجاحات بمفرده من خلال زر كاميرا بسترته فأرسل طائرة إسعاف مجهزة علي وجه السرعة إليه وتم نقله علي الفور إلى مستشفي الشرطة بالقاهرة لعلاجه تحت رعاية كبار الأطباء المتخصصين من المرض اللعين وكانت مصر قد إكتشفت المصل وباتت تصدره للعالم وقد حقق نتائج أكيدة وناجزة ١٠٠%

ظل الملازم ناصر صلاح الدين يعوده يومياً هو وعزة زوجته وصفاء أخته حتي تماثل أمير للشفاء التام وتم نقله من غرفة العناية إلي غرفة مستقلة لمقابلة زائريه ولم تصدق صفاء أنها تقف الآن أمام شخص لا تعرفه ولا يعرفها رغم التشابه الكبير بينه وأخيها ناصر وظن الأسير أنه أمام حورية من الجنة عندما رآها تبتسم له وكان لم يراها من قبل تعجبت عزة زوجة الملازم ناصر من الشبه الكبير بينه وبين زوجها وأخذت صفاء تبكي لحاله فأمير ليس له أهل ولا عائلة ليسألون عنه لا أخ لا أخت لا أب ولا أم وصارت هي تزوره مع والدتها يومياً حتي بدأ يستفيق فسألها قائلاً أنا فين ؟؟؟

فأخذت صفاء تقص عليه بطولاته حتي وصوله إلى القاهرة حيث أهله وناسه …

أصبح الأسير ينتظر زيارة صفاء كل يوم ولا ينتظر خروجه من هذه المستشفي حتي أتاه الملازم ناصر وزوجته عزة وقد ترقي لرتبة النقيب فسأله عن صفاء فضحك ناصر قائلاً طب بارك لي علي الترقية وبعدين إسألني براحتك عن صفاء عيب كده ده أنا برضه أخوها فطلب أمير يد صفاء منه بصفته أخيها فقال له النقيب ناصر الموضوع ده بالذات مش بإيدي فقالت له عزة إسألها هي واحنا من ناحيتنا مش هنلاقي بطل زيك إنت وجوزي النقيب ناصر حبيبي

أعلنت الصحف العالمية عن عودة أرض فلسطين إلي أهلها بكامل أراضيها بعد فناء الشعب الإسرائيلي عن آخره وهروب بعض اليهود في جماعات متفرقة وعاشوا في شتات ببعض الدول المعادية …

أرسلت مصر إلي غزة طائرة مروحية لتقل العمة نصرة والشيخ عمّار وقسّام أبو جسّار وزوجته مريم وفايز إبن عمه لحضور حفل زواج الأسير وصفاء وحاول أبو لؤلؤة وبنته لؤلؤة أن يركبا الطائرة فأمسكت العمة نصرة بلؤلؤة من شعرها وضربتهاوعضتها ومنعتها حتي من الركوب وقالت لها هامسة عاوزة أرجع يابت ألاقيكي إنتي وأبوكي ميِّتين ولا دخلتو مستشفي المجانين

قامت السلطات المصرية بتسليم عقود تمليك الشقق الجديدة بالمدينة المصرية للعمة نصرة ولقسّام وزوجته مريم أم جسَّار وفايز إبن الشيخ عمّار وأيضاً شقة بالروف للأسير أمير وزوجته صفاء

وانتهت قصتي …رجاء سعادتكم 

الكاتب : أحمد عشري

اترك رد