“ناصر عبد الحفيظ” يكتب جدارية مصرية ١صاحب الرؤية أخبرني من زجك بغياهب المعتقل عادل

0

بث الفنان والكاتب الصحفي “ناصر عبد الحفيظ” عبر صفحات تواصله الإجتماعي نصا نثريا يتناول خلاله جانباً من تجربة الإعتقال تحت عنوان

 

” الزنزانة جدارية مصرية ١ ”

لحظاتي التي بذلتها لأجلكم جميعها صادقة وهي جدارية مرسومة علي محطات حياتكم إقرؤها أني شئتم متي شئتم كيف شئتم فلقد إعتمدتها المنظمة كميراث حضاري حتي أن جهاز التنسيق قرر وضع لافتة مر من هنا بعد أن فتحت لها الوزارة شباك تذاكر يصب في خزينة الدولة

 

وأعتمدها المقربون الذين يمثلون دور الطيبين الطاهرين مزار سياحي تعاملوا معها كحائط مبكي داخل غرفة إعتراف ليغسلو آياديهم من دماء خيانتهم

 

لا أحتاج لجبر خواطركم وأنتم تحاولون فك شفراتها الجميع يعرف الجميع ويبتسم إعتقادي أنكم تحملون وجه واحدكان خطأي في الزنزانة أخبرني صاحب الرؤى

أن من زج بي ظلما في سجن شديد الحراسة

 

” عادل ”

لم أكن مؤمنا بالعرافين ولا مفسري الأحلام عندما تحضرت لدراسة الماجستير كنت أضعهم في حيز الدجالين إبتسمت وأنا أودع جمهوري وهو يصفق بحرارة شديدة بأنها ليلة عرضي الأخيرة أشياء كثيرة لأ أعلمها لكني علمت أنهم إستكملوا العرض دوني تمتموا عن غيابي مضغوني وهم يتناولون قطع الحلوي حديث إعتقالي يدور مع فناجين القهوة الفاعل رتب أوراق إستبعادي ففي أوقات الحروب تذال الرتب وكم صديق حاقد أستل سكينة غدر وأدعي أن صاحبة قتل في الحرب

 

لاتصدقوا الكلمات فاغلب الكاذبين قاسمونا رغيف خبز

كانت كلمات الحب لي كثيرة قليل منها من وصل إلي القلب

قل ماشئت أصبحت أوقن أن الأفعال أصدق أعلم أن ماجاء في الكتب السماويةنجاة البشرية لكن الفعل غير يقاتل معتنقوها بعضهم البعض

علي أطباق فارغة أولم يطلبو مائدة لأولهم وآخرهم

 

قبل الميلاد بألف ألف عام

إستنصرتموني ونصرتكم

فهل تستكثرون حفر جداريات النصر

 

في بداية الألفية الثالثة بعد الميلاد حفرت أفعالي نقوشها بقلوب من عرفوني حتي أنه أصبح لي ظهيراً دافع عني كثيراً لم أدرك لما ذلك يزعجكم

 

في شديد الحراسة عرفت أن إبتسامتي عدوي

 

” مضحكه ”

 

أيقنت حينها بأني لازلت صادقا كما أنا ” صاحب البهجة ”

” وزير السعادة ”

 

الرفقاء صنعوا معي سيمفونية متناغمة كانوا ينتظرون الإشارة ربما قلبي الجسور جعلني محشور هاهنا كلما كررته

 

” عادلا ”

 

تذكرت أن طفولتي وبراءتي جذبتني لحروفه ضحكاتي تعلو كروشيندوا تصاعدي وضحكاتهم أيضاً أدركت بأني حتي في الليالي الحالكه أضيء شئ ما حولي لم أكن أعلم وانا أكرر إسمه بتغيرات في طبقات صوتي تدغدغهم

 

 

أكرره يقينا ” عادل ”

نافيا مستنكرا مستغربا مندهشا علي إستحياء ببارقة حب تنطفئ جذوتها رددته للمرة الأخيرة

ونسيت ياليلة حظي الأكحل بردك قارس فقد أيقنت لاسبيل لجمع أحطاب هنا فالحجرة مغلقة من الخارج وبابها حديدي عتيد والدق عليه يرعب رفقتي

رعب شديد ويرعبني أكثر نسيت أنه بغرض التدفئة لاتوجد في بلدي غابات أقطع منها الأخشاب فالموت بردا أو حرقا أوغرقا كالموت عطشا أوحتي جوعا الموت موت والسلام أتكور كجنين يحن إلي بطن أمه كدت في دوامة الإعتقال أنسي

 

العدل إسم الله يقيني يخبرني أنه

” عادل ”

 

فبأي ذنب جئت هنا ؟؟؟؟؟

كانت الزنازين المجاوره قبل صامته تحت قيادة ضحكاتي الآن يعزفون أوركسترا ” البهجة ” لا أحد يوقفهم ماذا لو كان من زج بي هنا هو ذاك الذي إستنصرني سابقاً ونصرته ما أوجع غدر الصديق وما أقذر أن يكون سبب الضيق قم ولملم مكاسبك المبعثرة ما أحقر ما أنذل ما أتعس بيع الإنسانية بكنوز الدنيا

 

 

قبل ألفين ومئتي عام ويزيد

كان صديق خائن سبب إحتلال بلادي سرقوا إسم إحدي مدني القديمة ووضعوا عليها حتي الأن

إسم الإسكندر هذا هو المحتل يسرق حتي الوطن بفعل الخيانة

 

 

رفقائي تحولوا لوجوه ضاحكه أحبالهم الصوتيه تفتحت

تمايزت تمايلت هللت بكل أنواع آلات الموسيقي حتي النفخ الآلي منها والخشبي

 

حناجرهم دندنت الهمهمات أحببت مشاهدتهم فرحين لكني

أري لا أدري لما أشباح تتدلي جانب كل حبل صوتي منهم

 

لحظة عشق عابرة تذكرتها خارج الأسوار كانت أنثي في أبهي حلتها نهر النيل ينهد بين صدريها عندما دنوت شممت عطرها وحيداً عاجزا تركتها وهرولت فبعض الأوجاع لاتخبئها العطور

 

العثور علي أصدقاء ليس سهل عندما تمر أناملك بوجه أغرقته الدموع عندما تحط الأحمال عن كاهل أحدهم جانباً أنت تريح وتستريح أحترم اللحظه التي أكون فيها عاجز لأني بشري عضلات وجوههم وهم يتبارزون بالضحك

 

مسترخية كان بيننا شاب يدرس التمثيل والإخراج وجهه الجاف أصبح مندهشا عيناه توثقان اللحظات بكل الإتجاهات عندما وصل بالنظر إلي ثبتها تجاهي كثيراً وكأنه يقول لي هذا درسي الأول الحياة بألف وجه ووجه بيدان وقدمان وأذنان وعينان

والكثير من الثنائيات خلقنا

 

لكني لا أملك غير وجه واحد فقط قلب واحدفقط

الجميع هنا في حالة مكاشفة يبدوا لي ربما !!

فالأشياء نسبية الرائع فيهم أن لكل منهم يبدوا وجه واحد

 

هل هم مثلي ؟

أم هناك منعطف آخر لا أراه الأحزان الأوجاع الآلام تتدلي كأشباح هم يضحكون وقلبي معهم وحدها روحي الطفولية المعذبة تشاهد تسمع إرتطامات أشياء متساقطة

 

غارقون في عزف الضحك بكل ما أوتو من قوة لوكانت صاحبتهم بعض الآلات الموسيقيةلعجزت عن اللحاق بإبداعاتهم الصوت الواحد تتلون طبقاته وتتكاثر بروح محبة غير عادية

 

لمبة إضاءة الحجز تلفظ أنفاسها الأخيرة ملابسهم البيضاء جعلتهم أقرب إلي ملائكة وهذا حد ذاته يزلزل أركان قلبي الضعيف هل أصبحنا اموات وتنقصنا الأجنحة لنرفرف

 

أعجز عن التحكم بجفوني

تزرف كالامطار منهمرة لم أعد أتحكم بجسدي خدودي مجري نهر بلل يد أحدهم حاول أن يمدها ليواسيني فنهرته في عز نشوة قهقهتي

 

هكذا أنا عندما أضحك من قلبي

قلت له ذلك دون حروف

نظراتي الحادة بوجه بأسم منفطر شلت تفكيرة منعته أن يقرب بأنامله وجهي

 

كنت أتمني الإرتماء بحضنه وأن يربت بيديه علي كتفي غير أني لا أمتلك الإجابة لذا أوقفته عن مواساتي عن سؤالي

 

دموع إستقبال أول مولود تنهمر ودموع توديع عزيز لمثواه الأخير تسلك نفس المجري قلت له ذلك لأنه دون نطق حرف كنا نقهقة وسط المجموعة ككورال ومن النشاذ قطع الحفل للإجابة عن سؤال ممل أصبح يعلم أن الإجابة تعني الضغط علي ذر قنبلة نووية أيهما أفضل الضحك أم الإجابة عن سؤال إجابته في طعم مرار العلقم ؟؟

 

في بعض الأحيان أكون حارجاف صيفا دفئ ممطر شتاء هذا طقس بلادي وطقوس بلادي مثيرة حروفي القديمة لا تمنح أسرارها بالمجان الباكي الضاحك أو الضاحك الباكي هل تستطيع أن تخرج من بينها كلمة إحتلال لاتنشعل بغير نفسك فالأرض واسعة ونحن ممنوعين مغادرة الزنانزين لازلنا في الرداء الأبيض وهنا تختلف درجات الألوان حتما كان بيننا العجوز والطالب الطبيب وإبن المستشار صانع الحلوي صاحب المحلات الشهيرالمثقف المجند البائع الجوال

 

كان بيننا خيرة أبناء الوطن المتهمون بأبشع الألفاظ

نحن هنا في حجرة ضيقة تبحث فيها كتل أجسادنا عن موطئ قدم إذا أندمج أحدهم في الضحك أكثر ستغدو مذبحة نحن هنا نعزف بموسيقانا البشرية أعظم معزوفة حية

 

لاشئ إليكتروني

كان محمد علي باشا قد قضي عليهم في القلعة، وحصل علي وعد من المحتل بأن يحتل الحكم هو وألادهي أنه أتفق علي أن يحتل أبناؤنا بلادي من بعده

 

لم أكن هناك وقتها ولا أعلم أين أختفي الشعب كنت فرحا أنه وقبل أن أولد تم جلاء آخر جندي إنجليزي وودعنا بشكل حضاري الملك فاروق كان هما غما وإنزاح أخذوا جميعاً حصصهم

لا أعرف إن كانوا ” قلة ” خلفهم أم لا

 

كنت فرحاً بأن أبناء بلدي هم من يحكمون أخيراً ولم أسألهم حين ولدت أين كنتم طيلة عقودجميعنا يعلم أنه منذ الثلاثون قبل الميلاد جاء الإسكندر الأكبر محتلا أرضي

ومن حينها أخذوا حصصهم من كنوزي وخيرات بلادي

جدران معابدي مومياوات أجدادي حتي المسلات سرقوها في ميادين عواصمهم تقف شاهده الدول العظمي تمارس نوع من الأذلال وأنا هنا بزنزانتي والزنازين المجاورة خرجنا جميعا بعزفنا عن السيطرة لاأدري أن كانت المساحة الزمنية للضحك قد طالت لكني وعن تجربة أعرف أن الحارس الليلي يكره الغناء

وبقلبي حنين إلي الحياة

 

أشعر بوجه طفلتي يبحث عني بهمس زوجتي التي تشبه إيزيس وهي تقول سأستعيدك إتسعت حجرة شديد الحراسة أصبحت حرا كم أنا غبي كيف وضعت عرافين مفسرين بخانة الدجالين

هل أصبحت من العارفين لاشئ يقين فجأة

 

توقف العزف ضحكاتي وضحكاتهم تجمدت لمبة الكهرباء لفظت نفسها الأخير

جرارة أنفاسنا المكتومة تختلط

بضربات القلوب المتسارعة

 

تسيدت نشازات ألفاظ بذيئة مصدرها حنجرة الحارس الليلي

 

الأسوأ لم يأتي بعد لاشيء يقين ضخمة هي علامة إستفهام سؤال ممل

 

من زجني هنا ؟

كنت تصفقون وقت الدخول وعندما أقدم مشهدا في العرض

ومن الطبيعي أن أسمعكم تصفقون عندما تنتهي المقطوعة

 

شلت أياديكم من وقع أصوات دبيب أقدام الحارس هل إنتهت معزوفة الضحك هل حان وقت النوم صمت يخيم بوجوه الجميع

 

لماذا تكيد لي أوجاعههم

آلامهم أحزانهم لماذا تظهر نفسها بشكل مغيظ تصر علي لفت إنتباهي إليها كطفل يخبي نفسة من شبح أطل من النافذة إبتعدت ولم أعيرها رغم إرتعادي إهتماماً

 

لماذا أراها تحت أجفاني

لست مميزا ولا أود مشاهد كتلك لايتحملها قلبي النحيف

آذاني تتأذي من النشاذ لست ممن تظهر علي كفهم معجزات

عاجز أنا حتي عن حمل كتاب فلماذا أراهم عادوا لإنكساراتهم منذ لحظات إبتسمت وعزفت شاهدتم العرض كاملا معي

 

لست من أسدل الستار تفترش أجسادنا الأرض تبحث رؤسنا عن وسادة في أقرب قدمين رائحة الأجساد تلتصق بالأنوف أغمضت عيني إليك أمنت بك

 

عرفتك الأن شمس عرفتك الأن قمر يتخلل ظلمة قلبي تموج إضاءته تتوالد منه نجوما تضوي أنام تتراقص أشعاري علي نغم الصمت

 

وأمضي

فإلى أين ،،،،،

شديد الحراسة

ناصرعبد الحفيظ

 


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading