خططت قطر أثناء إعدادها لكأس العالم في كرة القدم (قطر 2022) لجعل هذه النسخة أكثر ذكاء من خلال اعتماد عدد من البرمجيات والأنظمة المعلومياتية لإدارة ما يرتبط بالتظاهرة العالمية، والتي سيتم استخدام عدد منها لأول في تاريخ المونديال الذي سينظم لأول مرة في بلد عربي.
وانخرطت مجموعة من المؤسسات الحكومية والخاصة في بلورة برمجيات وأنظمة ذكية تتعلق بإدارة الجمهور وبالخدمات وبالنقل الى جانب البرمجيات الاخرى المعتمدة من قبل الفيفا، لتسهيل الامور المرتبطة بالمباريات وبصفة خاصة الحالات التحكيمية.
ولعل أول تقنية انفردت بها قطر دون غيرها من الدول التي احتضنت نهائيات كأس العالم هي (تطبيق هيا) الذي يعد منصة رقمية من بين الأهم عالميا بالنظر لكونها تشكل مفتاح الحصول على بطاقة (هيا) الإلزامية لدخول قطر من دون تأشيرة.
واعتمدت اللجنة العليا للإرث والمشاريع هذه المنصة من أجل توفير وقت وجهد الجماهير الراغبة بزيارة دولة قطر أثناء الحدث المرتقب، ومتابعة مباريات كأس العالم من المدرجات إذ ستساعد “هيا” على اقتناء التذاكر والبحث عن أفضل مكان للإقامة في الدوحة، وحجزه من خلال موقع وكالة الإقامة الرسمية، واكتشاف أهم مكنونات دولة قطر.
وتهم الخدمات، التي ستقدمها هذه البطاقة الذكية إن كان بواسطة اللجنة العليا او طرف ثالث، إضافة إلى السماح بالدخول إلى الملعب لمشاهدة المباراة (مع تذكرة المباراة الصالحة طبعا)، مجالات النقل بما في ذلك التنقلات في مترو الدوحة والحافلات العامة والحافلات الخاصة بنقل الأشخاص لحضور المباريات والترام.
من جانبه طور فريق أبحاث كلية الهندسة في جامعة قطر بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث أنظمة ذكية للإدارة والتحكم بالجمهور، والتي تكونت من العديد من العناصر المختلفة المستخدمة لحساب عدد الجمهور وتقنية التعرف على الأوجه وكشف الأحداث غير الطبيعية.
وتحسبا لمواجهة أية مخاطر أمنية بالنظر للحجم الهائل للفعالية والعدد المهول من المشجعين المتوقع حضورهم والذي يصل إلى ما يزيد على 1.5 مليون ابتكر فريق البحث بجامعة قطر لأول مرة نظاما لرصد عدد الجمهور اعتمادا على البيانات التي تستطلعها الطائرات بدون طيار والذي يستغل الشبكات العصبية الموسعة والممتدة لاستنباط مميزات الجمهور ذات الصلة ومن ثم تقدير كثافتهم.
وذكر فريق البحث في بيان له أنه بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم مجموعة بيانات جديدة لتعداد الجمهور في المنشآت الرياضية يطلق عليها “مجموعات بيانات جمهور مشجعي كرة القدم” وقد تضمنت 6000 صورة تم تحميلها يدويا تصور أنواعا مختلفة من المشاهد التي تحتوي على آلاف الأشخاص المتجمعين في الملاعب أو حولها.
برنامج “المدينة الذكية” لإدارة شبكة الطرق الموجودة في قطر خلال أحداث كأس العالم لكرة القدم 2022، يعد من اهم البرامج المرصودة لإدارة حركة السير والجولان، خصوصا وأن التظاهرة العالمية سيتم تنظيمها في مساحة محدودة بالنظر لتقارب المسافة بين الملاعب.
وبحسب مصادر رسمية فإن برنامج المدينة الذكية يقوم بإنشاء نسخة رقمية (تمثيل افتراضي) لشبكة الطرق المستخدمة في قطر، والتي يمكن استخدامها لتطبيقات مثل أنظمة التحكم في حركة المرور، بما يؤدي لإدارة هذه الحركة بصورة أكثر كفاءة من ذي قبل وبالذات خلال مباريات كأس العالم، وحركة الاكتظاظ المروري المتوقعة خلالها، خصوصا مع وصول مئات آلاف المشجعين من مختلف أنحاء العالم لدولة قطر لمتابعة مباريات المونديال وتشجيع منتخباتهم.
ويعطي هذا البرنامج أولوية خاصة للحافلات خلال كأس العالم، وذلك لأن الكثير من هذه الحافلات ستتولى نقل المنتخبات المشاركة من أماكن إقامتها إلى الملاعب وبالعكس، وكذلك لنقل المشجعين من وإلى هذه الملاعب.
وستعمل سلسلة من أجهزة الاستشعار على توفير معلومات حول العاصمة القطرية الدوحة في الوقت الفعلي للمساعدة في التنقل من وإلى الملاعب، وسيتم إرسال التعليقات حول حركة المرور، وسيارات الأجرة ومواقف السيارات، ونظام المترو الجديد، ومداخل ومخارج الموقع عبر تطبيق هاتف ذكي مصمم خصيصا.
تقنية تبريد الملاعب تعد من بين التقنيات التي يتم استعمالها لأول مرة في تاريخ التظاهرة، إذا بالرغم من أن كأس العالم سيقام في الشتاء لأول مرة، إلا أنه تم تجهيز ملاعب قطر بأنظمة تبريد لضمان درجة حرارة مثالية للاعبين والمتفرجين، حيث يتم تبريد الهواء الخارجي من خلال مراوح التكييف التي تعمل بالطاقة الشمسية، ويدخل الهواء البارد إلى الملعب من خلال فتحات في المدرجات وفوهات أخرى كبيرة في الملعب، وباستخدام تقنية تدوير الهواء.
خدمة المشجعين تعد من بين النقط المحورية في أي تظاهرة. وللقيام بهذه الخدمة تمت بلورة تطبيقات ذكية تمكن المشجعين من طلب الطعام إلى مقاعدهم في ملاعب قطر، وذلك باستخدام تطبيق الهاتف الذكي “أساب” (Asapp) حيث يمكن للمشجعين ترتيب توصيل الطعام إلى مقاعدهم أو استلامه عبر قوائم الانتظار السريعة، وهو ما يعني توفير الكثير من الوقت على المشجعين.
وفضلا عن هذه التطبيقات، سيتم إنشاء غرف “المشاهدة الحسية في الملاعب لتوفير مساحات آمنة وهادئة للأشخاص المصابين بالتوحد أو أولئك الذين لديهم مشاكل صحية أخرى تمنعهم من متابعة المباريات من المدرجات، وتتميز هذه الغرف بعرض تفاعلي للمباريات، وإضاءة متحكم بها، وألعاب لمساعدتهم على الاستمتاع بمشاهدة المباراة في بيئة مريحة.
وحرصا منهن على استخدام التكنولوجيا في تطوير وتحسين جودة الخدمات السياحية، أطلقت طالبات من قسم الإعلام تخصص علاقات عامة في جامعة قطر حملة ضمن مشروع تخرج بعنوان (حياكم – HAYAKUM) وهي عبارة عن تطبيق للهواتف الذكية يتيح عددا من الخدمات تسودها الراحة والتميز لكافة مشجعي مونديال كأس العالم 2022 المقام في قطر وبعد انتهائه ليصبح مرجعا رئيسيا لقطر للسياح عامة .
وسيكون تطبيق حياكم منصة لتقديم باقة واسعة من الخدمات منها توفير معلومات عن المطاعم، والفنادق، والمواصلات بأنواعها، الأسواق التجارية، ومعلومات وصور عن الملاعب والمباريات، والعادات والتقاليد في قطر، دستور وقوانين دولة قطر، الثقافة القطرية، الحياة في قطر، وتعلم كلمات عربية بسهولة، بالإضافة لخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة، وأرقام الطوارئ وغير ذلك من الخدمات والمعلومات الهامة.
من جانب آخر سيتميز كاس العالم فيفا قطر 2022 باعتماد تكنولوجيا خاصة باللعبة تسعى أساسا لحسم الحالات التحكيمية المرتبطة بالتسلل بحيث ستستخدم “فيفا” تكنولوجيا شبه آلية سوف تساعد الحكام على تحديد الوضعيات، ستوفر كما أكد على ذلك مسؤولون من الفيفا في تصريحات صحافية، لطاقم التحكيم تنبيها آليا بوجود حالة تسلل بدقة شديدة، وستحسن عملية التواصل مع المشجعين داخل الملاعب ومن خلف شاشات التلفزيون.
وتستخدم هذه التكنولوجيا، التي اختبرت في كأس العرب 2021 وكأس العالم للأندية 2021، حوالي 12 كاميرا تثبت أسفل سقف الملعب بهدف تتبع حركة الكرة، وما يصل إلى 29 نقطة بيانات تعمل بسرعة 50 مرة في الثانية مخصصة لكل لاعب في أرضية الميدان.
وستكون للكرة الرسمية لمونديال قطر المسماة “الرحلة” دور رئيسي في تطبيق تقنية رصد التسلل، إذ ستحدد الشريحة المثبتة فيها بدقة مكان تسديد الكرة، قبل الإقرار بوقوع التسلل أو عدمه.
وتحتوي “الرحلة” وهي من إنتاج شركة أديداس الألمانية، وتتسم بكونها الأعلى دقة والأكثر سرعة في تاريخ البطولة، على أحدث رقاقات ذكية، يمكنها قياس سرعة الركلة وتحليل بيانات خاصة لكل لاعب على حدة.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.