ميلاد المسيح ميلاد المحبة والسلام

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

عندما تردد أو تسمع هذه الأنشودة الخالدة

( المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة. )

ما اجمل هذه الكلمات التى تريح القلب وتبعث الطمأنينة فى النفوس وتنشر السلام فى الارض وكلمة الناس تعنى كل الناس،

في كل أنحاء المعمورة.. لا فرق بينهم ولا تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو اللون.

فالإله الواحد، لا يفرق بين الناس على أي أسس إلا بالتقوى ومقدار عبادته وحبك له..

وعندما تقرأ فى انجيل متى

(هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل )الذي تفسيره الله معنا ( مت1 : 23 ). فكل إنسان يشعر بأن الله معه لا يمكن ان يخطئ .اويذنب ولكنه . سيخجل حتما، ويقول ان الله يرانى ..ولذلك . ان خطايانا أو معاصينا هى دليل على أننا غير شاعرين بوجود الله معنا أو أنه مطلع علينا .مع أنه اقرب الينا من حبل الوريد .

والقرآن الكريم يعترف بولادة السيد المسيح عليه السلام من العذراء، السيدة مريم وانزلت سورة كاملة باسمها فى القرءان الكريم. “.ويؤمن المسلمون ببتوليّة السيدة مريم ونقائهايقول تعالى (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) والسيدة مريم حين أتاها الملاك يبشّرها بغلام زكى (أى طاهر) يولد منها: “قال (لها الملاك) إنّما أنا رسول ربّكِ لأهب لكِ غلاماً زكيّاً، قالت السيدة (مريم) أنّى يكون لى غلامٌ ولم يمسَسْنى بشرٌ ولم أكُ بغيّاً”.. والقرآن ينكر كلّ تدخّل بشرى فى حمل السيّدة مريم للمسيح، فهو وُلد منها بصورة معجزة. و يلعن اليهود الذين اتهموا السيدة مريم البتول باطلاً بالزنا، فيقول: “وَبكُفرهم (أى اليهود) وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً” (سورة النّساء، 156). . أمّا ولادة السيد المسيح فتمّت بمعجزة يرويها القرآن يقول تعالى : “فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت (السيدة مريم) يا ليتنى متُّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسيّاً. فناداها من تحتها ألاّ تحزنى قد جعل ربّك تحتك سريّاً (جدولاً صغيراً يجرى ماؤه). وهزّى إليك بجذع النخلة تساقط عليكِ رُطباً (تمراً طازجاً) جنيّاً (طريّاً ناضجاً). فكُلى واشربى وقرّى عيناً” (سورة مريم، 23-26).

ثمّ يذكر القرآن أنّ الله طلب من السيدة مريم أن تصوم عن الكلام حتّى تأتى معجزة كلام المسيح فى المهد لتبرّئها من تهمة الزنا التى يلاحقها بها اليهود: “فإمّا ترين من البشر أحداً فقولى إنّى نذرت للرحمن صوماً فلن أكلّم اليوم إنسيّاً” (سورة مريم، 26). فلمّا سألها قومُها لماذا فعلتِ ما فعلتِ؟ أتاهم الجواب من المسيح “فأشارت إليهِ (إلى المسيح المولود) قالوا كيف نكلّم مَن كان فى المهد صبيّاً”؟ فأجابهم المولود الجديد: “إنّى عبد الله أتانى الكتاب (أى الإنجيل) وجعلنى نبيّاً وجعلنى مبارَكاً… والسّلام على يوم وُلدتُ ويوم أموتُ ويوم أُبعثُ حيّاً” (سورة مريم، 29-33).

ما اجمل أن تحتفل مصر بلد التوحيد. فأهل مصر هم أول من آمنوا بالله الواحد

وأسسوا الوطن الواحد.ومصر بلد واحد منذ أن وحدها الملك مينا موحد القطرين .

وفي يوم ميلاد السيد المسيح عليه السلام.نسال الله أن تولد لنا حياه افضل فى بلادنا يتحقق فيها التنمية والرخاء

وتنجوا فيها بلدنا المحتكرين والفاسدين وتجار الأزمات ونتصدى فيها للمؤامرات والشائعات التى ينسجها كل يوم طيور الظلام وأهل الشر هادفين إلى دفن ريادتها، وزرع الفتن بين أبنائها

فى كل عام يتجدد الاحتفال بالميلاد حتى يتولد لدينا ألامل فى غد أفضل ومصر اجمل .نبنيها بالمحبة والسلام وبالوحدة والتماسك والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد الذين يعبدون الرب الواحد و”حب الوطن” ذلك الذى عبر عنه المتنيح العظيم قداسة البابا شنودة الثالث في جملته الخالدة: “إن مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا»، هذا الوطن الذي ينتفض ضد أعداء الخارج والداخل، ينير كنائسة ، بشموع الحب وصلوات أعياد الميلاد. ومصر كلها تضيء سماواتها، بشموع أعياد الميلاد المجيدة، تلك الأنوار ستقهر ظلام المؤامرات، وتنشر روح الرجاء والأمل، وتهزم اليأس؛ ذلك الذي يحاول الكارهون لمصر وميلادها الجديد أن يشتتوا شملنا ويفرقوا جمعنا

وبروح المحبة والتسامح والعيش المشترك، والثقة فى الغد الأفضل- سوف نهزم معا دعاوى اليأس والكراهية، وسنقف ضد كل المؤامرات وضد كل الذين يحاولون النيل من بلادنا مسلحين بالأمل في غد أفضل وميلاد جديد لبلادنا الحبيبة مصر.

كل عام والأخوة المسيحين بخير وكل عام ومصر كلها فى محبة وسلام .

وتحيا مصر .

بقلم ا.د / ابراهيم درويش

وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية

اترك رد