الصمت والاعتزاز بالنفس

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

الإعتزاز بالنفس شعور يترسخ داخل الإنسان ليس بالثرثرة وكثرة الكلام بل بالسلوكيات والأفعال على الأرض ..

واحيانا يكون الصمت .. اقوى كثيرا من التعبير عن الذات بالكلام .

ولذلك قيل أن الصمت وقت الثرثره بلاغه

والصمت وقت الغضب قوه والصمت وقت الحزن كبرياء والصمت وقت الفتنه حكمه

والصمت وقت الحاجه عزه والصمت وقت الأنتصار تواضع والصمت وقت سماع النصيحه أدب والصمت وقت التفكر تدبر والصمت وقت اللقاء اشتياق والصمت وقت اللوم عتاب.والصمت عند المحبين جمال يقول نذار قبانى (فإذا وقفت أمام حسنك صامتا..فالصمت في حرم الجمال جمال كلماتنا في الحب تقتل حبنا…إن الحروف تموت حين تقال..حسبي وحسبك أن تظلي دائما…سرا يمزقني.. وليس يقال”

وهناك اوقات يكون الصمت فيها أعلى صوتًا من الكلام. و الصمت هو زينة للنساء. وقد يكون الصمت هو أقوى صرخة. وقالو إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب. والصمت فضيلة الحمقى (فرانسيس بيكون) وهو أفضل من كلمات بلا معنى. (فيثاغورس) و هو الصديق الوحيد الذي لا يخونك أبدًا. (كونفوشيوس) وقيل تعلم الصمت من الثرثار، والتساهل من المتعصّب، واللطف من الغليظ.

والصمت أصله الإعراض عن اللغو،

قد يرى البعض أنّ التسامح انكسار، وأنّ الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أنّ التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام، وأنّ الصمت أقوى من أيّ كلام.

فأوّل العلم الصمت، والثاني الاستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل، والخامس نشره. (الأصمعي)..

ونحتاج أسبابًا كي نتكلم، لكن لا نحتاج شيئًا كي نصمت. وقيل لا تتكلم في موقف يحتاج الصمت. (جورج واشنطن)

وهناك حالات لاينبغى أن يصمت الإنسان فالصمت وقت سماع الباطل جبن …والصمت وقت شهادة الحق خيانة وعند إغتياب اخيك فى حضورك ندالة ..

والصمت وقت القرار تردد ..وينم عن ضعف الشخصية …

وهناك مشاعر تختبئ خلف جدران الصمت

لا طاقة للكلمات أن تنثرها ولا يقوى القلب على حملها.. ولا يسع الروح البوح بها

هي فقط تجوب بخواطرنا خلف ستار الصمت

والشخصية التى تعتز بنفسها هى التى تعرف كيف ومتى تصمت ومتى تتكلم … فهى تقدر الأمور بقدرها…

حتى فى صمتها تراقب المواقف والأشخاص

ولها قدرة على فهم لغة العيون وتستطيع السماع لمايدور فى أذهان الآخرين بلا أصوات ..وهذا نوع من الفراسة التى يعطيها الله للإنسان المؤمن الذى يعزه الله بعزة ويكرمه بكرمه.

فيكون له أعين يرى مالا يراه الآخرون وله إذن بسمع ملايسمعه الآخرون..

فهو يتقن قراءة العقول .وجذب القلوب ويستطيع أن يحتوى الأرواح . ويلامس الإحساس بلا اقتراب

فيبقى بالروح حاضرًا في عز الغياب..

صحيح مشاعرنا متناقضة تجاه الأمور فقد نحاول أن نبتعد ونحن فى أمس الحاجة للقُرب …ونحاول أن نتماسك ونحن فى أمس الحاجة للانهيار.

ونصمت ونحن فى أمس الحاجة للصراخ والعتاب …

ونتجمل بالابتسام.. ونحن فى أمس الحاجة للبُكاء

نعم قد نبدو بخير. ظاهريا ..ولكن لن يبوح أحدُنا بما يؤلمه

ونخفى مشاعرنا أحاسيسنا خلف التحلى بالصمت وهذا نوع من الاعتزاز بالنفس

حتى لايرانا أحد ضعفاء ….منكسرين .

وأجمل ما قيل عن معنى الصمت · قال عليه الصلاة والسلام: “من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت”. · لن ولن نذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا الذين خذلونا وقت الشدائد .

اللهم احفظنا بحفظك واكرمنا بكرمك ولاتسلط علينا من لايخشاك

ونسالك ياربنا ستراً يحجب مااقترفناه وعلماً يزيل ماجهلناه ورزقاً يفوق ما تمنيناه وصحة تحفظنا مما خشيناه وقناعة تغنينا عما فقدناه ورحمة لنا ولكم ووالدينا ووالديكم وجميع المؤمنين ..

والصلاة والسلام على سيدنا محمد ورسل الله أجمعين.

بقلم ا.د / ابراهيم حسينى درويش وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading