الطريق أمامنا: الهند ومجموعة العشرين

بقلم: "أميتاب كانط" - ممثل الهند لدى مجموعة العشرين

0
"أميتاب كانط" - ممثل الهند لدى مجموعة العشرين
“أميتاب كانط” – ممثل الهند لدى مجموعة العشرين

 

دخلت بلادنا مرحلة “أمريت كال”، وهي الفترة التي تميزها رحلتنا التحولية نحو التنمية والتقدم الاجتماعي؛ كما أنها تضع المعايير لمسار تنموي عالمي، تولت الهند، التي تُعد حاليًا خامس أكبر اقتصاد وقوة أخلاقية رائدة في المجتمع الدولي، رئاسة مجموعة العشرين.

وجاء هذا في الوقت الذي خلقت فيها تحديات مثل زيادة معدلات التضخم والتوترات الجيوسياسية وأزمة المناخ حاجة ملحة لإتخاذ خطوات فاعلة وشاملة، وهي الخطوات التي يجب علينا اتخاذها بإيقاع سريع؛ ومن ثم، فإن التساؤل الذي يطرح نفسه هو: ماذا تعني رئاسة الهند لمجموعة العشرين بالنسبة للهند ؟!

لطالما كانت رئاسة مجموعة العشرين – التي تمثل 85% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي – منصبًا يمثل شرفًا كبيرًا ومسئولية أكبر؛ فهو يحمل في طياته الفرصة لتحويل التحديات إلى فرص، خاصة في المجالات التي تتطلب تتضافر الجهود القومية والدولية، فمثلًا، قدم النموذج الهندى للتنمية معيارًا للتقدم الإجتماعي والتنمية الشاملة عالميًا. وإنطلاقًا من رئاستها لمجموعة العشرين، تسعى الهند إلى أن تصبح جسرًا للتواصل بين الدول المتقدمة والنامية من أجل تعزيز التعاون.

واسترشادًا بتصريحات رئيس وزرائنا الموقر في قمة بالي، تسعى رئاستنا لمجموعة العشرين إلى أن تكون شاملة وطموحة وحاسمة وفاعلة، ونلتزم فيما نبذل من جهود بالتنمية الشاملة والإسراع بإحراز تقدم في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة في “عِقد العمل” هذا؛ ويتلخص جوهر رئاستنا للمجموعة في الفكرة التالية: “عالم واحد، عائلة واحدة، مستقبل واحد”، وهى الفكرة التي تؤكد على أولوياتنا المشتركة، والحاجة إلى العمل الجمعي وتوحيد الأهداف.

وتشمل المجالات الرئيسية ذات الأولوية في رئاستنا للمجموعة مبادرة LiFE (نمط حياة من أجل البيئة)، وتمويل أهداف التنمية المستدامة، والتحول للطاقة الخضراء، والأمن الغذائي وضمان سلاسل توريد موثوقة للغذاء والطاقة، والتحول الرقمي، وغيرها. وتلك الأولويات المتداخلة لها القدرة على حث الجهود التي ستعود بالفائدة على البشر حول العالم. من خلال توصيل الموارد والخدمات بشكل أفضل وتطوير البنية التحتية الرقمية، يمكن تحقيق التعافي الشامل لعالم ما بعد الجائحة.

وفي هذا الصدد، يقدم النموذج الهندى فى التحول الرقمي في مختلف القطاعات معيارًا عالميًا من قطاع التعليم الذي يستفيد من التكنولوجيا إلى أنظمة الدفع الموحدة، ونظام الصحة الرقمي في إطار برنامج أيوشمان بهارات الرقمي، أنشأت الهند نظامًا متكاملًا لتحديد هوية المواطنين المنتفعين، وتوصيل الخدمات بشكل سلس.

ومن العناصر الرئيسية المهمة في رئاستنا للمجموعة عملية التنمية التي تقودها المرأة، وهو المجال الذى نسعي إلى تحقيق نقلة نوعية فيه، وذلك فيما يتعلق بكيفية إدراك مسألة التنمية وعلاقتها بالمرأة؛ ويجب أن تكون المرأة في قلب عملية التنمية، وعلينا أن نواصل دفع هذه الجهود حتى تصبح أمرًا عاديًا، وتشمل أولوياتنا المهمة أيضًا إصلاح المنظمات متعددة الأطراف، والعمل على توفير التمويل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

إن تأسيس مجموعة عمل جديدة بهدف تقليل مخاطر الكوارث يمكن أن يشكل مساهمة متميزة لرئاستنا، ومن خلال مجموعة العمل هذه، نسعى إلى تعزيز التوافق حول الطرق التي تمكننا – من خلال العمل الجمعى– من مقاومة الكوارث على المستويين القومي والعالمي.

وتمثل رئاسة مجموعة العشرين فرصة فريدة لدفع برنامج عمل فاعل من أجل إيجاد عالم شامل ومستدام، وذلك عن طريق بناء توافق حول العمل المطلوب، وتسهم قوتنا الديموجرافية وقدرتنا على الإبتكار وتنوعنا في بزوغ الهند كدولة رائدة عالميًا. ومن خلال المشاركة بقصة تحولنا الرقمي عبر منصة مجموعة العشرين، يمكن للهند أن تمهد الطريق نحو ثورة رقمية عالمية، بينما يتابع العالم المشهد عن كثب، تتولى الهند رئاسة مجموعة العشرين من أجل تشكيل “مستقبلنا الواحد”.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading