حركة “فاكت” تعود لحمل السلاح ضد الجيش … تشاد “على صفيح ساخن”

0

انضمت جبهة الوفاق من أجل التغيير المتمرّدة، “فاكت”، إلى المطالبين بالعودة لحمل السلاح ضد الجيش التشادي، في وقت تهدّد الفوضى دول الساحل وغرب إفريقيا، في حال شن عمل عسكري إقليمي ضد النيجر المجاورة.

بعد هجوم شنه فصيل متمرّد يسمّى “مجلس القيادة العسكرية من أجل الجمهورية” ضد الجيش التشادي، في 10 أغسطس، في منطقة غوري بوغدي الغنية بمناجم الذهب، شمالا، بدعوى فشل جهود التوصل لحل سلمي بينه وبين الحركات المتمرّدة، أعلنت حركة “فاكت” من جانبها، الجمعة، إلغاء وقف إطلاق النار بحجة تعرضها لهجوم من الجيش.

قصف “فاكت”

أعلنت “فاكت”، الجمعة، مقتل 3 من عناصرها وإصابة 4 آخرين بجروح، إثر قصف جوي لقاعدتهم الخلفية شنه الجيش التشادي على أحد معاقلها في الأراضي الليبية الحدودية المجاورة.

قال بيان صادر عن الحركة المسلحة، إن المجلس العسكري الحاكم الذي يدير المرحلة الانتقالية أعلن الحرب عليهم.

كما أعلنت “فاكت”، خرقها لوقف إطلاق النار المعلن من جانب واحد في أبريل 2021، وتوعدت المجلس العسكري، بأن رد فعلها سيكون مؤلما وغير مقيّد، حسب تعبير البيان.

الحركة التي تأسست في 2016، كانت حققت أكبر ضربة لها ضد السلطة باغتيال الرئيس التشادي، إدريس ديبي، أبريل 2021، خلال مشاركته مع الجيش في القتال ضدها، كما أن عدد أعضائها ما بين 1000 إلى 1500 شخص، في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 16 مليون نسمة، لكنها تتمركز في معاقل ومخابئ على جانبي الحدود مع ليبيا، في مساحات صحراوية شاسعة، ما يساعدها في التحرك والحصول على السلاح والمدد والهروب.

بدوره، قال منسق الإعلام بمجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية، إبراهيم قجة أحمد، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه تم رصد تحليق طائرة تابعة للجيش قرب مواقع تابعة للحركة في شمال البلاد.

الرئيس في المواجهة

تزامنت هذه التطورات مع وصول الرئيس التشادي الانتقالي محمد إدريس ديبي، إلى بلدة برداي الواقعة على بعد أكثر من 1000 كم شمال العاصمة نجامينا، بعد هجوم على مواقع للجيش في المنطقة، وفق بيان لرئاسة الجمهورية.

تحتفظ حركات التمرد التشادية الرئيسية، في هذه المنطقة الصحراوية من جبل تيبستي، منذ فترة طويلة، بقواعد لها في جنوب ليبيا المجاورة، تنطلق منها في مهاجمة القوات، وشنت، في أبريل عام 2021، هجوما قتل خلاله الرئيس إدريس ديبي.

تأثيرات انقلاب النيجر

المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح، شرح لموقع “سكاي نيوز عربية”، ما وراء تسارع حركات متمردة للمواجهة مجددا مع الجيش على الحدود بين تشاد وبلده:

  • دول إفريقيا جنوب الصحراء تعاني بشكل عدم الاستقرار ونشاط جماعات التمرد، وحتى الجماعات المتطرفة التابعة لتنظيمي داعش والقاعدة.
  • وجود هذه الجماعات داخل الأراضي الليبية وملاحقة قوات الجيش التشادي لها، أدى إلى وصول الاشتباكات إلى مناطق جنوب ليبيا.
  • هذه الجماعات لا تعترف بالحدود الجغرافية بين الدول، وتعتمد على الامتدادات الديموغرافية، باعتبار أن سكان هذه المناطق ينتمون إلى ذات القبيلة أو المجموعات العرقية.
  • لا يمكن الفصل بين ما يدور في شمال تشاد وما يدور في النيجر؛ حيث وفر انشغال الحكومات في المنطقة بتداعيات انقلاب النيجر فرصة لجماعات التمرد، والتي تتحين أي فرصة أو ثغرة أمنية لتنفيذ هجماتها.

رافضو الحوار الوطني

الصحفي والمحلل السياسي التشادي، علي فاضل قديركي، يلفت إلى أن الحركات المسلحة التي شاركت في إعادة التوتر لشمال البلاد غير مشاركة في حوار الدوحة للسلام بين الحركات المسلحة والحكومة، وفي الحوار الوطني الشامل الذي نظم في تشاد السنة الماضية.

أرجع قديركي، في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، عدم مشاركتها لأن الحكومة لم تقبل بشروطها للانضمام إلى الحوار.

تعتبر تلك الحركات النظام الحاكم غير شرعي، وتطالب منذ عهد الرئيس الراحل، إدريس ديبي، بإسقاطه.

تأتي هذه التطورات الدامية، في وقت تأججت فيه الأوضاع في عدة دول جارة في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، بداية من الانقلاب العسكري في النيجر وتعرض الجيش لهجوم من جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، وعودة المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وحركات انفصالية في دولة مالي.

اترك رد