جبل المرار ( الحلقة الثانية عشر ) قبل الأخيرة

0

جبل المرار

(الحلقة الثانية عشرة)

وضع الخادم أمين فنجان القهوة بجانب نور الدين ووقف قليلاً بجانبه فأخبره بأنه تم الإفراج عنه لبراءته فقال له نور الدين بإستهانة لا والله …معقول ؟

فقال له الخادم أمين دول خدوا رتيبة برضه وبعد كده سابوها فضحك نور الدين ساخراً قائلاً له بس ممكن ياخدوك تاني برضه عادي…

ثم أردف سائلا أومال فين ستك ميار ؟ فقال له في السفارة ولسة ماجتش فهمس لنور الدين في أذنه بأنه في ضائقة مالية وطلب منه قرضاً فسأله نور الدين قائلاً انت بتودي فلوسك فين ؟

هو انت بتتعاطي لسة المخدرات فقال له أنا الحمد لله مابشربش حاجةخالص دلوقت غير الحشيش وأخذ في تقبيل يده ظاهراً وباطناً حامداً ربه فأعطاه مبلغاً بسيطاً ليخبره بكل ما تفعل ميارهانم ووافق أمين الخادم علي أن يتجسس عليها وإخباره بكل جديدوأعطاه رقم هاتفه فقال له نور الدين أنا لو إتجوزت ميار هنغنغك فلوس والله …

كانت الست رتيبة تراقبهما من بعيد ولكنها لم تنبس ببنت شفة وخرج نور علي الفور وتوجه أمين الخادم إلي الفراندة وإتصل بد. محرم ولكنه كان خارج نطاق الخدمة ممنياً نفسه بإبتزازه كما كان يفعل في السابق فتذكر فجأة أن تليفونه ربما يكون مراقب وظل يتصل بنور الدين ود.محرم عن طريق السنترال وكان الأمين إبراهيم براقبه عن كثب وأخبر المقدم جلال بذلك

فأرسل المخبر عبد السلام إلي جبل المرار وأمره برصد كل تحركات د. محرم وعلم المقدم جلال بأن د.محرم قام بعملية تلقيح رحم شفاعة بسائل أخيها الملك ربكس وهو الآن ينتظر علي أحر من الجمر رؤيةالجرو وكان المخبر عبد السلام قد إندس عن طريق سالم وضرغام بصفته تاجر مخدرات يبيع أرخص وأحسن صنف في السوق

وكان د.محرم يسعد دائمآ حينما يراه فتعلق به وببضاعته التي ليس لها مثيل علي الإطلاق كماً وكيفاً وتعلق أيضاً المخبر عبد السلام به أكثر من تعلقه بضرغام وسالم وشعر الجميع بذلك وكان المخبر عبد السلام يرتدي خاتماً جميل الشكل وكان هذا الخاتم من أحدث أجهزة التنصت حيث أنه يعتبر عهدة شخصية لحامله فأعجب به د.محرم وطلب منه أن يخلعه فرفض المخبر عبد السلام ذلك معللاً له أن حياته معلقة بهذا الخاتم فعرض عليه د.محرم مبلغاً كبيراً ليشتريه فزاد إصرار المخبر عبد السلام علي عدم ببعه حتي بكنوز الأرض ….

فأخبر المقدم جلال رغبته الملحة في شرائه فقال له المقدم جلال في المقابلة اللي جاية لازم تعرّفه سر الخاتم وتببعه له فقال له المخبر عبد السلام أبيع أيه يابيه ؟ ده الخاتم ده عهدة وأنا اللي ماضي عليه ….

فهمس له المقدم جلال قائلاً قول له إن الخاتم ده بيحجب عنك الحكومة لما بتكون شايل مخدرات …

واستطرد قائلاً له ماتخافش أنا هتصرف وفي المقابلة التالية صارحه المخبر بسر الخاتم فقال له د.محرم طب أنا أتأكد من كلامك إزاي ؟

فقال له المخبر عبد السلام المية تكدب الغطاس وأنا دلوقت معايا طربة حشيش هتركب عربيتك وأنا جنبك وهنخش علي أجدعها لجنة وقلوبنا زي حتة الحديد وتشوف بنفسك وركب المخبر عبد السلام بجواره وإذا بكمين شرطة في الطريق العكسي وعند الميدان وقف د.محرم قبل أن يدخل علي الكمين وقال للمخبر عبد السلام لو خدوك ماليش دعوة بيك ولا أعرفك فقال له المخبر عبد السلام أدخل وقوّي قلبك يادكترة طول ماأنا لابس الخاتم ماتقلقش وكانت القوة تقوم بتفتيش جميع السيارات المتجهة لجبل المرار وكانت الحركة بطيئة للغاية وما أن وصلت سيارة د.محرم بجوار ظابط الكمين فنظرالظابط إليهما نظرة عابرة وقال لهما أنا آسف جداً إتفضلوا يابهاوات ….

وقبل أن يدخل منطقة جبل المرار إذا برقم غريب وصوت أمين الخادم وبدأ د.محرم يسبه ويلعنه وظل أمين الخادم يقول له عاوز أشوفك يابيه عاوزك ضروري يابيه وخرج د.محرم عن شعوره وظل يلعنه ويلعن جدوده حتي وصل إلي منطقة جبل المرار فإنقطع الإتصال بسبب الشبكة فقال له المخبر عبد السلام أنا أول مرة أشوفك عصبي كده ….فيه حاجة يادكترة أي خدمة أقدر أقوم لك بيها من ناحية الراجل ده …

رد عليه د.محرم قائلاً خدمتك إنك تخليك في حالك …

وبعد قليل تذكر د. محرم الخاتم الذي يريده بأي ثمن وقال له في هدوء ياسيدي أنا خلاص بطّلت أعمل عمليات محرمة والراجل ده عاوز يرجعني تاني أفتح العيادة وأنا أصلاً قفلت العيادة بسببه وهو جنس تالت وعاوزني أحوله لأنثي فقال له المخبر عبد السلام أستغفر آلله العظيم وعاد د.محرم لموضوع الخاتم مرة أخرى فقال له المخبر عبد السلام طب إحنا مجرمين ومحتاجينه وإنت بقي شبطان فيه زي العيال الصغيرة طب هتعوزه في أيه ؟

فقال له د. محرم شكله عاجبني مش أكتر ولا أقل …فنظر المخبر عبد السلام إليه نظرة شيطانية وكانت عيناه جاحظتان وقال له ده مش خاتم …

بس إنت متهيئ لك إنه خاتم وأردف قائلاً بصوت يشبه الهمس أو فحيح ثعبان ده خاااادم من الجن وتمنه غالي عليك قوي فقال له د.محرم خد العربية وأنا أصلاً مش محتاج لها تاني ونويت أقعد هنا في جبل المرار فضحك له المخبر عبد السلام وقال له عربية أيه يادكترة دي ماتسواش أكتر من خمسين ألف جنيه فقال له د.محرم طب إستني لما أبيع الشقة والعيادة فوافق المخبر عبد السلام علي ذلك

إستقرالحال في منطقة جبل المرار ولم يسمع الأهالي نباح الكلاب لأكثر من شهرين علي الدوام وبدأت تعم الفرحة وبدأ الجيران و الأهل في التزاور وبدأت حركة السوق والتجارة تنتعش من جديد وكان د.محرم يجلس مع خضر يشاوره في أمر الجرو فأخبره بسراً لا يعرفه غيره وكانت السيجارة في يده ولازالت فأنصت إليه خضر فقال له لما كنت فوق في الجبل مع مكشوف عند الملك ربكس خدت من ضهره السائل في أنبوب …

فقال له ها وبعدين كل ده أنا عارفه فقال له اللي انت مش عارفه إن الأنبوب وقع علي الأرض من غير قصد ولقيت مكشوف فرح قوي وقال لي ….

سأله خضر ها ..قول قال لك أيه ؟ قال لي ولا يهمك في داهية وخد السائل من ضهري أنا فقال له خضر وخدت منه ؟ فقال له طبعاً خدته منه …لأن شفاعة ماكانتش هتسيبنا لاأنا ولا انت نرجع يا حبيبي وكانوا هيقولوا إنك جبت دكتور خايب زيك ….

فهمت أنا عملت كده ليه ؟ عشان نرجع أنا وانت أحياء ياغبي فهمت ولا أقول تاني ….
كان مكشوف يجلس بجوار شفاعة وكان ريكس الكلب بنزل إليها ساعة ثم يعود ويغيب ساعة حتي حانت الساعةو ربكس ينتظر جروه و مكشوف قد نفد صبره حتي أتي د.محرم علي الفور وأخرج من أحشائها الجرو وأمسك به وأخذ يتأمله جيداَ وقال في نفسه …هو والله العظيم هو بعينه ..

فأخذه الملك ربكس وأخذ يلعقه بلسانه لينظفه من الدم وكان د.محرم ينظر لمكشوف يرأف بحاله وكانت شفاعةتنظرلريكس وعلي جروه ولم تنظر لمن حوله ولم تنظر حتي علي مكشوف وهو عليها وعلي جروه ملهوف فرأي ربكس الكلب وهو يهمس لشفاعة وكانت تضحك بوضاعة لكلامه الجميل في أذنها العليل فإشتعل داخل قلبه غل ونار وإنتظر قليلاً قبل أن يثور وينهار يريد أن يعرف بماذا همس لها من أسرار وعندما علم أن الكلب ربكس طلبها للزواج وأنه سيضع فوق رأسها التاج وفي الحال كشر عن أنيابه

وبدأ النزال والنباح حتي الصباح ومن يفوز منهما علي غريمه تصبح شفاعة من حريمه وكان نباح الذكران يشيب له الولدان وباتت منطقة جبل المرار في هذا اليوم بالذات وقد مات منهم الكثير من الصبيان والبنات

وبكرة نكمل

الكاتب المصرى احمد عشرى
اترك رد