آخر مغربي يغادر معتقل “غوانتانامو” عبد اللطيف ناصر

0

بعد سنوات من الانتظار والترقب، قررت الإدارة الأمريكية، يوم الإثنين 19 يوليو 2021، نقل المغربي عبد اللطيف ناصر من معتقل “غوانتانامو” الشهير في خليج كوبا إلى المغرب، وذلك بعد أن قضى 19 سنة محتجزا داخله

قرار إدارة جو بايدن يأتي بعد أن جمد سلفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إجراءات ترحيل عبد اللطيف ناصر إلى المغرب سنة 2016، رغم أنّ لجنة مكوّنة من ستّ وكالات استخباراتية أمريكية برّأته ووافقت على نقله إلى المملكة في متمّ ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

 

ومنذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض، شرع في إجراءات إغلاق معتقل غوانتانامو، ويأمل أن يتم إغلاقه بشكل نهائي بحلول نهاية السنة الأولى من ولايته.

 

وحسب معطيات نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” فإن نقل عبد اللطيف ناصر، البالغ من العمر 56 عاماً، من المعتقل سيئ السمعة، يعتبر أول علامة على وفاء بايدن بتعهده بإرسال سجناء “غوانتانامو” إلى بلدان أخرى تعد بضمان بقائهم تحت تدابير أمنية.

 

وذكرت الصحيفة ذاتها أن المغربي الذي كان محتجزا في خليج غوانتانامو منذ 2002 ولم توجه له أي تهمة قط نقل إلى المغرب بضمانات أمنية من الرباط.

 

وبخروج المغربي ناصر من سجن “غوانتانامو” الشهير يكون عدد السجناء المتبقين في الخليج الكوبي 39 معتقلاً، علما أن الولايات المتحدة الأمريكية احتجزت هناك حوالي 675 سجيناً وفق ما نقلته “نيويورك تايمز”.

 

الصحيفة نقلت ترحيب أسرة ناصر بالخطوة مشيرة إلى أنها “تأمل أن يتم تمكينه من العمل في شركة تنظيف حمامات السباحة الخاصة بشقيقه”.

 

وكانت لجنة حكومية أمريكية وافقت في 11 يوليو 2016 على إطلاق سراح عبد اللطيف ناصر، شرط إرساله إلى وطنه المغرب.

 

وقال توماس أنتوني دوركين، محامي ناصر لأكثر من عقد من الزمان للصحيفة إن موكله كان على وشك الإفراج عنه في أوائل عام 2017، لكن إدارة ترامب أوقفت حينها جميع عمليات نقل المعتقلين وأغلقت المكتب المكلف بالعملية في وزارة الخارجية الأمريكية، الذي يتفاوض حول الترتيبات الأمنية في مثل هذه الصفقات.

 

وتعود قصة اعتقال ناصر إلى أواخر عام 2001، بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث كان متواجدا في أفغانستان، بعد التدخل الأمريكي الذي استهدف نظام طالبان وتنظيم القاعدة.

 

سافر إلى أفغانستان وهو شاب فقبض عليه مقاتلو “تحالف الشمال”، بعد حادث استهداف برجي التجارة العالمي في نيويورك، وجرى تعذيبه وبيعه مقابل مكافأة مالية من القوات الأمريكية، حسب ما أبلغ هو نفسه منظمة “ريبريف” البريطانية التي تبنت قضيته، ودافعت عن الإفراج عنه منذ سنوات.

 

في البداية اعتقله الجيش الأمريكي في قاعدة “باغرام” الجوية في أفغانستان لمدة ثلاثة أشهر. وفي مارس 2002 جرى نقله إلى “غوانتنامو”، حيث احتُجز دون توجيه أي اتهام أو محاكمة له.

 

حسب منظمة “ريبريف”: فإن “جميع المزاعم الأمريكية ضد عبداللطيف فقدت مصداقيتها مع مرور السنين”، لأنها “اعتمدت شهادات جرى الحصول عليها من الاستجوابات باستخدام التعذيب”. ومن ذلك، تضيف المنظمة أنه جرى “إقناع الشهود الرئيسيين الذين أدلوا بشهادتهم ضده بالاعتقاد بأن عبداللطيف قد لقي حتفه”.

 

لجا ناصر إلى الإضراب عن الطعام مرتين على الأقل، للاحتجاج على ظروف احتجازه. وفي عام 2013، انخفض وزنه من 86 كلغ إلى 56 كلغ بسبب ذلك.

 

ومما ذكرته المنظمة أن عبداللطيف ناصر يعد قارئا نهما للكتب، كتب قاموسا مزدوجا (عربي- إنجليزي) مكونا من 2000 كلمة بخط اليد أثناء اعتقاله.

 

ويُعدّ ناصر آخر مغاربة غوانتنامو الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية إبان غزوها أفغانستان شهورا بعد الأحداث الإرهابية التي تبناها تنظيم “القاعدة”. كما يعد المغرب واحدا من 52 دولة استفادت من ترحيل مُعتقليها من القاعدة الأمريكية؛ فيما بلغ عدد المرحّلين المغاربة بترحيل ناصر 14 شخصا، أولهم عبد الله تبارك بتاريخ 1 يوليوز 2003.

 

وقضى عبد اللطيف ناصر، ابن مدينة الدار البيضاء، الذي يحمل لقب “أبو الحارث”، نحو 19 سنة في زنازين غوانتنامو؛ وذلك بعدما ألقت عليه قوات التحالف، بزعامة الولايات الأمريكية، القبض منتصف دجنبر من العام 2001 فاراً من القصف الأمريكي على أفغانستان، رفقة مجاهدين عرب، تم ترحيلهم آنذاك كأسرى حرب إلى القاعدة الأمريكية الشهيرة بقندهار، في 21 يناير 2002، ومن ثم إلى غوانتنامو في ماي من العام ذاته.

اترك رد