209b9c56316898dd01cfb475cbbfa5ce1 لا تغرنك الدنيا .. وكن ذا أثر طيب » الاتحاد الدولى للصحافة العربية » على ابو زيدان

لا تغرنك الدنيا .. وكن ذا أثر طيب

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

يعيش الانسان دنياه ..وقد تغره صحته أو زيادة ماله أو علو سلطانه .أو كثرة علاقاته ومعارفه . فيغتر بهذه النعم وينسى المنعم . ويطغى على أهله واحب الناس إليه والمسضعفين وتغره الدنيا ويلهه الامل فينسى نفسه ويسئ العمل حتى يصل إلى درجة الفسوق ..

يقول تعالى ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ) ويقول تعالى ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)

ولايشك أن هذه الشخصية تترك آثارا سيئة وذكريات بغيضه . ولايذكر ابدا بالخير بل لايحبون تذكره .. لانه يذكرهم بالألم والمواقف التى تركت آثارا سلبية عليهم …

ماهو الأثـر ؟

الأثر وجمعها آثار الإنسان هى أقوله وأعماله وتعاملاته وفاؤه وصدقه وكل مايصدر عنه …

ففد يكون الأثر كلمات حسنة وداعمة ومشجعة يقول تعالى (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) .

أويكون الأثر كلمات سيئة محبطه أو نابية ..بذيئة كالرصاص كلمات لايلقى لها بالا. تهوى بصاحبها الى قاع الجحيم لانه كسر بها قلبا ..وجرح بها إنسانا .أو شهد ذورا او أعتاب أو خاض فى عرض .

والأثر الطيب هو ما يصنعه الإنسان في مسيرة حياته وهو الإرث الذي يبقى بعد مماته، فالأثر الجميل يحدد مكانة الإنسان في قلوب من حوله، ويعتبر من الإحسان، .!!

وحتما سنغيب أو يغيب الإنسان يوما ويبقى الأثر

والانسان مغادر الدنيا لامحالة لذا عليه أن يحرص أن يصنع فى مسيرة حياته إرثا طيبا جميلا يبقى شاهدا له بعد مماته،

فأصحاب الأثر الطيب يرحلون باأجسادهم … لكنهم باقون بأروحهم … نتذكرهم وتدمع أعيننا … ولكنا نتذكر أعمالهم الطيبة فنبتسم من بين دموعنا .. ويشتعل في قلبنا الحنين لرؤياهم…

 

و الأثر يحدد مكانتك في قلوب من حولك وكل حروفنا ،صورنا ، أحاديثنا ، أفعالنا”كلها في يوم ما ستكون ( شواهد )لنا أو علينا فلنجعلها حميدة وشاهده لنا لا علينا.

ودائما ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻳﺒﻘﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ ﺑﺂﺛﺎﺭﻫﻢ الطيبة وسيرتهم الحسنة وأعمالهم ﻛﺎﻟﻌﻄﺮ ﻳﻔﻮﺡ ﻋﺒﻴﺮﻩ وﻫﻢ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ.

و السعيد من اذا توقفت انفاسه لم تتوقف حسناته قال الله جل جلاله( إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَٰهُ فِىٓ إِمَامٍۢ مُّبِينٍۢ)

وكان رسولنا ﷺ رقيق القلب، حسن العشرة، يَترفَّق بأصحابه، ولا يهينُ أحدًا، من رآهُ هابهُ، ومن عرفهُ أحبَّه، يألفُ الناس ويألفونهُ، لا ينطقُ بفحش ولا يَعيبُ على أحدٍ، ليّنُ الجانب، لا يرُد سائلاً، وليس بِفظٍ

ولا غليظ”.

فكُن فِي الطريقِ عفِيفَ الخُطَى شَريفَ السَّماعِ، كريمَ النَظَر وكُن رَجُلاً إن أَتوْا بعدَهُ

يقُولونَ مَرَّ وهَذا الأَثَر

والطيبون ﻻتتغير صفاتهم وإن تغيرت أحوالهم مهما من الله عليهم بالنعم ….لاتغرهم الدنيا هم الذين تخشع قلوبهم إذا أنصتوا لقراءة خاشعة للقرآن…. وهم أيضاً من يبكون لمشهد درامي حزين. او مقطع بصري مؤثر! ….ويفعلون الخير ولو بالنية”قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾

نسأل الله أن نكون منهم وأن يجعلنا ممن قال فيهم النبي ﷺ : “يدخل الجنه أُناس افئدتهم كأفئدة الطير”.من شدة رقتها وطيبتها، تبكي من اقل شيء، وتضحك من اقل شيء،

تسامح من اقل شيء..

واعلم أن ما تزرعه يقينا ستحصده …واحذر الدنيا فهى غرورة أغرت الكثير بزخرفها …وتاهت خطواتهم وظلوا الطريق وسقطوا بملذاتها وآملوا كثيراً، ..

فالطريق واضح وانت صاحب الخيار فلا تتبع السبل فتهلك ، واذا علمت فارجع واذا ندمت فاقلع والجنة غاليه فاعدد لها الزاد قبل الرحيل .

ومفتاح الطمأنينة والثبات والتوكل والسعادة ..وتعلق قلبك بالله وافتقاره اليه. فإذا تكالبت عليك الهموم فر إلى الله. وإذا تعسرت الأمور إلجأ إلى الله.

وكلما اشتد عليك تقرب إلى الله بالدعاء وأكثر من ذكر الله .يقول تعالى (.الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) وكل الفرار هروب الا الفرار الى الله سعادة يقول تعالى (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) ومن تغره الدنيا ويستعلى مهما اوتى فلن يسعد بها وستكون معيشته ضنك يقول تعالى :

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )فلا طمئنينه له ولا انشراح لصدره بل ضيقاً حرجا

إنّما الإنسان أثر، فانظر ما أنت تاركٌ خَلفك

و ‏‎لا يستصغرن المرء أثراً يتركه مهما صغر فإنه ربما يبارك له فيه فيصير عند الله عظيماً وربما تعظم فائدته للناس على صغره فيظلون يدعون له ويذكرونه بخير ما بقي أثره على الأرض….

ازرعْ جميلَكَ و ارحلْ غيرَ منتظِرِ

واتركْ بفعلكَ ما يغنيكَ من أثَرِ

لا تنتظِرْ شكرهمْ فالناسُ قد جُبِلوا

على التنكّرِ للمعروفِ و الضّجَرِ

و اقصد بفعلكَ وجهَ اللهِ محتسِبًا

فاللهُ يعطيكَ ما ترجو بلا ضررِ

🌳اللهم أجعل لنا القوة في الدين .. والحزم مع اللين .. والحكمة مع اليقين .. وأجعلنا في الشدة من الصابرين .. وفي الرخاء من الشاكرين ..وارزقنا حسن الأثر واقوال وأفعال الطيبين .. وزينا بأخلاق سيد المرسلين .. وأحفظنا من دعوة المظلومين .. وسخر لنا عبادك الصالحين .. وأغفر لنا ولوالدينا وأرزقنا الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين ..

وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ورسل الله أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

بقلم أ.د إبراهيم درويش وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية

 


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading