وأكد المسؤولون أن أزمة الجفاف ونقص مياه الري أثرت على الزراعات الكبرى خاصة الحبوب، ما تسبب في أزمة ندرة الحبوب ومشتقاتها في البلاد.

لم يبق لهذا المزارع سوى هذه الكمية المتواضعة من الحبوب لاستعمالها كبذور للموسم الزراعي المقبل.. فبالكاد تمكن حسن من حصاد سنابله لهذا العام من قمح وشعير.

فقد شهدت تونس تراجعا حادا في محاصيل الحبوب، إذ لم تتجاوز 5 بالمئة من حاجيات البلاد.. تراجع يعود لأسباب عديدة.

يقول حسن الشتيوي وهو مزارع تونسي : “الأسباب أساسا هي الجفاف. وليس لدينا موارد مائية، فنحن كفلاحين وفي المناطق المسقية على الأقل كان هناك إمكانية إنتاج البذور المحلية ونعول على اكتفائنا الذاتي”.

ويضيف المزارع التونسي لـ”سكاي نيوز عربية” وهو يتحصر على ما آلت إليه الأوضاع في بلاده: ” الماء مقطوع عن هذه المنطقة منذ ألفين وخمسة عشر، والدولة تقدم القليل من الماء للأشجار، وما تبقى لا نملك له بذورا سواء للقرعيات أو الحشائش أو الحبوب”.

شباب في تونس يعبرون عن قضايا مجتمعهم بهذا الفن

وتسعى إدارات الدولة التونسية إلى سد نقص الاستهلاك لهذا العام باستيراد أكثر من تسعين في المئة من الاحتياجات، وسط دعوات للتفكير في استراتيجيات تلافي نقص الإنتاج في المستقبل.

ويوضح المحلل الاقتصادي التونسي معز حديدان، يوجد هناك حلان لموضوع اختلال العرض والطلب في الحبوب: “على الدولة توسيع نطاق الأراضي المخصصة لزراعة الحبوب أو تعديل منظومة دعم الفلاحين بخصوص زراعة الحبوب”.

وقد فاقمت الحرب في أوكرانيا حدةَ نقص الحبوب في تونس، الأمر الذي أثر مباشرة على المستهلك.

يعتبر التونسيون من بين أكثر الشعوب المتوسطية استهلاكا للخبز والمعجنات وباقي منتجات الحبوب.. هم الان ازاء معضلة لا تتوقف فقط عند تراجع محصول الحبوب لهذا العام، بل تتجاوزها إلى أزمة ندرة المياه والتغيرات المناخية.