رفقا بنفسك … فلسنا ملائكة معصمون .. ولكن بشر خطاؤن ! 

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

 

تكون اى بداية لتصحيح المسار فى اى قضية او موقف أن يراجع الانسان نفسه……

لأن نفس الانسان هى التى تورده المهالك بعنادها وتكبرها ..فالنفس بطبيعتها أمارة بالسوء ..

والانسان يحتاج الى معونة ربانية تعينه على نفسه وتردها عن غيها ردا جميلا … ولذا. كان من دعاء النبي ﷺ:”اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكِّهَا أنت خيرُ من زَكَّاهَا، أنت وَلِيُّهَا ومولاها، اللهمَّ إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نَفْسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها”.

وعلى الانسان ان يحاسب نفسه التى فى جنبيه قبل أن يحاسب غيره ..فالانسان ليس ملاكا معصوم بل هو يخطئ ويصيب ، وان انتبه لأمور غابت عنه امور اخرى كثيرة ،

والانسان يفرح ويحزن، ويتأثر بأى كلمة أو وشاية ..او إشاعة .. وما أكثر الوشايات والحيل التى تخرب البيوت .وتقطع أواصر الأخوة والصداقة ..

وقد كان من وصايا النبى ﷺ لأصحابه “لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر.” والشاهد مع انه نبى معصوم لكنهﷺ بشر يتأثر…فإذا كان هذا هو حال النبى

فمابالنا نحن ..ونحن مسرفون على انفسنا ..ونريد ان نصدق مايرضينا ولو كان كذبا وافتراء ونكذب الحقيقة مع علمنا انها الصادقة لانها تغضبنا

ولا ندقق ..ولا نتبين إذا غضبنا

وعندما سئل رسول الله ﷺ:أي الناس أفضل؟قال:”كل مخموم القلب، صدوق اللسان.. النقي التقي، لا إثم عليه ولا بغي ولا غل ولا حسد.” فهذه صفات غالية نسال الله ان نكون منهم

وقال رجل لأحد الصالحين : إن فلاناً شتمك فقال له وكان بلسان الواعى لمقصده : أما وجد الشيطان رسولاً غيرك. وما اكثر الشياطين الذين يتبرعون لتدمير العلاقات بين الناس …

-وقال أحدهم لرجل : فلانٌ شتمك..فقال: هو رماني بسهم ولم يصبني، فلماذا حملت السهم وغرسته في قلبي؟ ولو كان مدحنى… فهل كنت ستكون حريصا على ابلاغى !…ام انك لا تسعى الا فى المصائب !

-ورجل جاء إلى الإمام الشافعي رضى الله عنه وقال له : فلانٌ يذكرك بسوء..فقال الشافعي : إذا صدقت فأنت نمّام، وإذا كذبت فأنت فاسق!فخجل الرجل وانصرف .

-ورجل جاء لسيدنا خالد بن الوليد فقال له : إن فلاناً شتمك…فقال له : تلك صحيفته فليملأها بما شاء وعند الله تجتمع الخصوم ..

فكن حذرا من القيل والقال لانها مدمرة للعلاقات ومنشأة للعدوات ، يقول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ رواه البخارى….

ومايقال لك يقال عنك فلست فى مأمن من السنة الناس ..

فما دمت إنسانا وتعيش فى اى مجتمع مهما كانت درجة ثقافته او وعية لن تسلم من الهفوات والنقائص.

العلاقات بين الناس تدوم وتستمر بالتغاضي ،،وتزداد انسجاما بالتراضي ،، لكنها تمرض بالتدقيق، وتموت وتنتهي بالتحقيق، وبالابتسامة نتجاوز الحزن ، وبالصبر نتجاوز الهموم ، وبالصمت نتجاوز الحماقات ،

وبالكلمة الطيبة نتجاوز الكراهية،،

تمـيز بما شئـت لكن لا تتكبر أبدًا،

واكتب ما شئت وقل ماشئت لكن لا تستفز ولاتجرح أحدًا ،

وانتقد كما شئت لكن لا تطعن أحدًا ،،روعة الإنسان ليست بما يملك ، بل بما يمنح من عطاء وقلب نقى صافى ،

واتهام الانسان لنفسه يصلحها..ويكبح جماحها … فلايوجد انسان منزهاً عن الخطأ، ولا معصومًا من الزلل.

واحرص على حسن العشرة مع الناس فحُسن العِشرة مجلبة للدعوات الطيبات!..قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: خالطوا الناس مخالطة جميلة، إن متم معها بكوا عليكم، وإن عشتم حنّوا إليكم.

وان افترقتكم ذكروكم بالدعوات والخير ..

وكان رسولنا ﷺ رقيق القلب، حسن العشرة، يَترفَّق بأصحابه، ولا يهينُ أحدًا، من رآهُ هابهُ، ومن عرفهُ أحبَّه، يألفُ الناس ويألفونهُ، لا ينطقُ بفحش ولا يَعيبُ على أحدٍ، ليّنُ الجانب، لا يرُد سائلاً، وليس بِفظٍ ولا غليظ”

و ألامور ” الصادِقة ” فقط هي التي تـسـتـمر ،،سواء الأشـخاص. المــشـاعر . الاهتمام ..

جميعها لـو انقطعت فـاعلمـوا،،

أنها ڪانت منـذ البدايه ڪذباً وادعاءا وتمثيلًا بارعا ،،

ودائما الاستمرار والثبات للصادقين وأنقياء القلوب ،وطاهري النوايا

فأحسـنوا الاختيار في ڪل شـيء..وأعطوا ڪل جميل في قلوبڪم ،،،لأن الجمال الحقيقي في القلوب باقٍ لا يموت…

اللهم ارزقنا حسن العشرة وطيب المعاشرة وسخرنا وسخر لنا خيرة عبادك ياحي يا قيوم.ونستغفرك ياربنا من كل قول يعقبه الندم أو فعل تزلّ به القدم فأنت الثقة لمن توّكل عليك والعصمة لمن فوّض أمره إليك .

اللهم لا تعلق قلوبنا إلا بك، اللهم احفظنا بعينك التي لا تنام وارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم،

اللهم إنا نسألك اللطف فيما قضيت والمعونة على ما أمضيت .

أللهُم أصلح نوايانا ، وأجعل قُلوبنا نقية تقية هنية مؤمنة وارزقها الإخلاص لك في كل قول وعمل ونقها من شوائب الدنيا واجعلها

تسمو بِحبك وقربك يالله…🌹

 

بقلم .. ا.د / ابراهيم حسينى درويش أستاذ بكلية الزراعة جامعة المنوفية ..

 

اترك رد