أمريكا تحاول إحتواء التصعيد بين مصر وإسرائـ،ـيل

هانى خاطر

0

في القاهرة مركز الثقل للشرق الأوسط والعنصر الأهم في معادلة السلام للمنطقة بالكامل يجتمع مسؤولين الإدارة الأمريكية مع نظرائهم المصريين والإسرائـ،ـيليين لمناقشة كيفية إحتواء التصعيد بين مصر وإسرائـ،ـيل .

ملفين هما الأبرز والأهم في إجتماع القاهرة، الأول وهو إدارة معبر رفح .

تصر القاهرة بتصميم بالغ على أن تنسحب القوات الإسرائـ،ـيلية من معبر رفح قبل أن تسمح بإعادة تشغيله مرة أخرى، ولا تعارض مصر أن يكون المعبر من الجانب الفلسـ،ـطيني تحت إدارة فلسـ،ـطينية أممية مشتركة، فيما تعتبر إسرائـ،ـيل ان انسحابها من المعبر هو هزيمة كبرى وتفويت فرصة غاية في الأهمية حيث تطبق إسرائـ،ـيل حصارها الكامل على قطاع غـ،ـزة عن طريق السيطرة العسكرية على معبر رفح .

الإدارة الأمريكية ستحاول إيجاد حلول وسط تضغط بها على إسرائـ،ـيل للإنسحاب العسكري لخلف المعبر وأن يتم تسليمة للجنة فلسـ،ـطينية وأخرى تابعة للأمم المتحدة تقومان بتشغيل وإدارة المعبر من الجانب الفلسـ،ـطيني .

وهذا الأمر إن تم سيكون نقطة إنتصار لصالح القاهرة وفرضاً للأمر الواقع على إسرائـ،ـيل بضغط أمريكي في الظاهر ولكن ضغط مصري في الكواليس .

الملف الثاني هو خفض التوتر على الحدود وخاصة محور فيلادلفيا .

إسرائـ،ـيل أدعت انها حققت سيطرة عسكرية ونيرانية كاملة على طول محور فيلادفيا، خلافاً للحقيقة وما تظهره صور الأقمار الصناعية أن الجيش الإسرائـ،ـيلي لا يرتكز داخل المحور بمعداته الثقيلة أو قوات المشاة، وإنما يستقر ويناور خارج المحور بمسافة لا تقل عن 200 متر، ولكن دخلت القوات الإسرائـ،ـيلية بالفعل داخل المحور لثلاث مرات لعدة دقائق التقطت فيها بعض الصور والفيديوهات وأخرها كانت تلك التي حدثت فيها اشتباك نيراني بين القوات المصرية والإسرائـ،ـيلية والتي أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائـ،ـيليين وإصابة 7، وإستشهاد جندي مصري واحد فقط .

ورغم ذلك تصر القاهرة على ضرورة عدم القيام بأي نشاط عسكري إسرائـ،ـيلي داخل المحور وإلا سينتج عنه فتح النار من قبل القوات المصرية تجاه مصدر الخطر، وهذه هي الرسائل التي وصلت قولاً وفعلاً إلي الإدارة الأمريكية والتي نشرتها جريدة وول ستريت جورنال قبل عدة أيام وأوضحت أن القاهرة مستعدة للتعامل العسكري فوراً إذا حدثت إشتباكات داخل محور فيلادفيا عرضت قواتها للخطر .

ستحاول الإدارة الأمريكية في القاهرة التأكيد على ضرورة عدم تكرار ما حدث من إشتباك مباشر بين الجيش المصري والإسرائـ،ـيلي مرة أخرى لما له من نتائج كارثية على إتفاقية السلام التي تهم الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من أي شيئ أخر .. وهنا ستحاول أمريكا الضغط على مصر لغض الطرف عن الأنشطة العسكرية الإسرائـ،ـيلية بداعي تواجد عدد من الأنفاق التي تعبر بين سيناء وقطاع غـ،ـزة كما تدعي إسرائـ،ـيل كـ،ـذباً .

ولكن موقف الدولة المصرية واضح ومباشر حيث تنفي القاهرة تماماً وجود أي أنفاق عاملة بين سيناء وقطاع غـ،ـزة حتى لو عثرت إسرائـ،ـيل على فتحات للأنفاق من الجانب الفلسـ،ـطيني فهي أنفاق خارج الخدمة ومن جانب واحد فقط، كما ستتمسك القاهرة بموقفها الرافض لأي أنشطة عسكرية داخل فيلادلفيا يعرض سلامة قواتها للخطر ويخترق بنود الملحقات الأمنية لمعاهدة كامب ديفيد.

وهذا ما سيضع الإدارة الأمريكية في موقف صعب حيث لن تستطيع إقناع المصريين بذلك وفي نفس الوقت لن تتجرأ على منع إسرائـ،ـيل من محاولاتها للعمل العسكري داخل المحور، وبالتالي فهذه معضلة لن تجد الإدارة الأمريكية لها حلاً سوى محاولاتها بإيقاف الحرب عن طريق الصفقة التي أعلن عنها جو بايدن والتي تلقى قبول جميع الأطراف رغم صعوبة إقناع حمـ،ـاس وإسرائـ،ـيل بكل تفاصيلها التي ستكون حتماً معقدة .


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading