صحةكُتاب

هل يهدد “الترند ” فردية الإنسان ؟

نواكشوط : موريتانيا : عائشة سيدى عبد الله 

جذور الترند :
في العام 2004، ظهر للمرة الأولى مصطلح “فومو (Fomo) وتعني الخوف من عدم مواكبة الجديد وقد سُجل في قاموس أكسفورد 2006 وتم استخدامه بدايةً بمجال التسويق التجاري ومع ظهور السوشيال ميديا تحولَ إلى مانطلقُ عليه اليوم “الترند” .

محتوى”الترند”يميلُ شكلاً ومضمونا إلى تهويل الحدث بكل أبعاده ويكتسب خلال عملية الإنتشار هالة من الزخم تساعد في إنتشاره على نطاق واسع .

خالف تعرف

الترند قد يكون موضوعاً هاماً أو حديثاً تافهاً في أحد البثوث المباشرة أو منشوراً سطحيا على حساب مجهول ،لكن القاسمَ المشترك بين هذا وذاك إثارة الجدل وتجاوز المتعارف عليه، وقديماً قيل :خالف تعرف” وهو مثل عربي شهير يتردد على ألسنة الكثير منا وخاصة عندما يريد شخص أن يميزَ نفسه بشئ مختلف عن غيره، أو يكون له رأي مخالفُ في مسألة مطروحة على مائدة النقاش.

الترند في علم النفس :

ولأن “الترند” هو نتاج بشري فقد ربط المتخصصون في علم النفس بينه وبين مصطلح “تأثير العربة” الذي ينطلق مفهومه من مبدأ التقليد الأعمى لدى البشر ، وإحساسهم بالإنتماء لمجرد المشاركة في قضية عامة، وهي فجوة في النفس البشرية تجعل من “الترند” حدثاً من الصعب مقاومة التفاعل معه .

لذلك علماء النفس يساورهم القلق إتجاه موجات “الترند” ويرون أنها تهدد في عمقها فردية الإنسان وتحوله إلى مجرد تابع ينساق وراء الجماعة دون وعي أو إدراك لمخاطر دوره في ترسيخ هذه الظاهرة بجوانبها السلبية.

ختـامــاً :
إشكالية “الترند” في سرعة نسيانه مع وصول أول وافد جديد بشرط أن يشتركَ معه في نفس الخصائص والمعايير المثيرة للجدل، مما يسهلُ عليه عملية سحب البساط في فترة وجيزة .
ولتأكيد ما سبقَ دعونا نجرب البحث عن موضوع كان “ترند” منذ أسبوع أو نحاولُ الكتابة عنه على الأقل…!
في الأخير لن نجد من يتفاعلُ مع الموضوع إطلاقاً ، وقد لايتوفر ضمن خوارزميات البحث بتلك السرعة المعتادة ، وكأننا نحاول الوصول لنصوص كتبت في القرن التاسع عشر.

إلى أي مدى يؤثر “الترند” في السلوك الإنساني ؟
وهل هو حالة صحية أم موجة عابرة ؟


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً