اقتصاد

بـ 24 تريليون دولار الكونغو تعرض صفقة معادن كبرى للولايات المتحدة الأمريكية

تمتلك القارة الأفريقية 8% و 12% و 30% من احتياطات غاز ونفط ومعادن العالم على التوالي، حيث ثروات المعادن والمواد الخام بالتغذية والتمويل واستقطاب الفاعلين من الدول ودون الدول دورًا في الحروب والصراعات الأفريقية.

وفي الكونغو الديمقراطية؛ حيث تقدر الثروة المعدنية بأكثر من 24 تريليون دولار أو بأكثر من 1100 معدن ثمين، باتت المعادن والمواد الخام لعنة تصيب الشرق الكونغولي، وتستقطب إليه العديد من الفاعلين من الدول وغير الدول، وتحفز تكالبهم نحو حيازة معادنه وثرواته.

وفي تقرير لمركز فاروس للدراسات الإفريقية، قدمت جمهورية الكونغو الديمقراطية للولايات المتحدة الأمريكية، طلبًا يقضي بمنح واشنطن امتيازات في مجال التعدين والوصول إلى الموارد المعدنية الاستراتيجية مقابل دعم أمني وعسكري لمواجهة المتمردين في شرق البلاد، وعلى رأسهم حركة 23 مارس.

ويُنظر إلى هذه الصفقة – التي رُوّج لها خلال شهري فبراير ومارس – باعتبارها تحركًا استثنائيًا من كينشاسا في محاولة لاستعادة السيطرة على مناجمها الحيوية التي تُقدّر بأكثر من 24 تريليون دولار، خاصة بعد التقدم العسكري اللافت للمتمردين في مناطق مثل غوما وبوكافو.

وقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسيكيدي، دعوته الولايات المتحدة وأوروبا للتدخل والضغط على رواندا، المتهمة بدعم المتمردين، مقابل “حصة من الثروة المعدنية الهائلة”.

من جهتها، أعربت واشنطن عن انفتاحها على الشراكة، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية في 9 مارس إنها “منفتحة على استكشاف شراكات في مجال المعادن الحيوية مع حكومة كينشاسا”، فيما أكد المبعوث الأمريكي روني جاكسون التزام بلاده بـ”استعادة السلام وتشجيع الاستثمار الأمريكي في الكونغو الديمقراطية”.

الصفقة المقترحة تتضمن – بحسب مصادر مطّلعة – منح القوات الأمريكية حق تدريب وتجهيز الجيش الكونغولي لتأمين طرق إمداد المعادن، والسماح لها بالوصول إلى الموانئ والمناطق الغنية بالثروات مقابل الدعم العسكري.

ويأتي العرض الكونغولي في ظل فشل المساعي الإقليمية والدولية السابقة، وتراجع فعالية قوات حفظ السلام، وانسحاب القوات التابعة لمنظمة “السادك” من شرق البلاد، ما فاقم الحاجة لإيجاد شريك أمني دولي قادر على فرض توازن جديد على الأرض.

ورغم ترحيب واشنطن الظاهري، تشير تقديرات محللين إلى صعوبات محتملة في إتمام الصفقة، أبرزها تحفظات الإدارة الأمريكية على التورط المباشر في صراع طويل ومعقد، إضافة إلى العقبات اللوجستية التي قد تعيق دخول شركات أمريكية إلى سوق التعدين التي تهيمن عليها الشركات الصينية منذ أكثر من عقد.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً