الأســيـــــــر

الكاتب المصرى : احمد عشرى

0

الحلقة قبل الأخيرة

تمني الأسطي وفيّ أن ينفذ أية مهمة مقابل الحصول على المليون شيكل حتي لو يقوم بتفجير نفسه فأخذ الملازم ناصر يتفرَّس وجهه فقال له إنت منين في مصر يااسطي وفيّ ؟ رد وفيّ قائلاً أنا من منطقة إسمها القلعة وناكلها لامؤاخذة وهي والعة فابتسم له الملازم ناصر قائلاً قلعة صلاح الدين الأيوبي ؟

رد وفيّ قائلاً أنا مااعرفش أصلي لامؤاخذة جاهل ونظر الملازم ناصر إلي الأسطي مُخلص فوجده لايزال يقرأ في كتاب الشيخ حسن البنا فأغلق مّخلص الكتاب وطلب منه أن يستعيره فاعتذر له الملازم ناصر قائلاً وهو يهوِّل..

لا لا ده مافيش منه ولا نسخة فقال له مُخلص فعلاً عشان صادروه في مصر البُعَدا فسأله ناصر قائلاً وانت منين ؟

فقال له مُخلص أنا من السيدة زينب بلد القنبلة فقال له وفيّ ساخراً ده متجوز أربعة بس لامؤاخذة مش قادر عليهم فقال له مخلص ماانت كمان متجوز تلاتة وبرضه مش قادر عليهم فسأل وفيّ الملازم ناصر قائلاً والموبايل اللي معاك ده زي اللي كان مع الرئيس محمد مرسي ؟

رد الملازم ناصر قائلاً طبعاً بكل فخر ثم عاد وفيّ يسأله قائلاً وأيه المهمة اللي بمليون شيكل دي ؟

رد الملازم ناصر قائلاً لالا دي مش شغلتكو خالص دي شغلة جماعة الإخوان فقال له وفيّ طب مااحنا من الجماعة والله فزغده مُخلص ولم يهتم له وفيّ بل قال للملازم ناصر أنا إخواني إبن إخواني أحلف لك بأيه عشان تصدقني وأردف وأشار علي نفسه قائلاً والضعيف اللي واقف قصادك دلوقتي ده هو اللي خطط لإغتيال هشام بركات فسأله الملازم ناصر ومين هشام بركات ده؟

فتدخل الأسطي مُخلص يسأل قائلاً هو أيه الموضوع ؟

ماتفهمنى يا وفيّ فقال له وفيّ إستني انت شوية واستطرد قائلاً إديني انت ياباشا المليون شيكل ولو طلبت مني أفجر لك نفسي حالاً والله ماهتأخر فسأله الأسطي مُخلص عن المهمة فقال لهما الملازم ناصر فيه عملية كبيرة لازم نقوم بيها في مصر مع السيسي فقال له مخلص الراجل ده بيخرج كتير وبيقف مع أي حد من الشعب في الشارع ودي والله فرصة مش هتتعوض واحنا قدها وقدود فسخر منه وفيّ قائلاً اللي خلاك مش قادر علي حريمك في البيت وأردف قائلاً أنا اللي هقوم ياباشا بالعملية دي

وقال مخلص لأ أنا اللي هقوم بيها فنهض الملازم ناصر قائلاً لهما الساعة دلوقت ١٢بالليل ومعادنا بكرة زي دلوقتي وكان اللقاء مصوراً صوت وصورة فأرسل منه نسخة لعطاالله كما أرسل نسخة أخرى للأمن الوطني في مصر فأرسل عطالله شخصان بملابس فلسطينية بالمبلغ المتفق عليه وبعد ذلك تم القبض علي السائقان مُخلص ووفيّ..

كانت العمة نصرة غاضبة من الأسير بسبب خطوبةلؤلؤة فقالت للشيخ عمّار وهي تضع يدها علي خدها حسرة عليك ياأمير ياابني فقال لها الشيخ عمّار كل شيء مكتوب عنده قسم ونصيب ردت قائلة يعني هو مالقاش غير البت الماسخة دي ؟ وأردفت قائلة ده واد إبن حلال وجدع وزي الفل ويستاهل ست ستها والله ..

وكان الأسير أمير يبيع ويشتري ولم تلهه تجارته عن قضيته مع اليهود يوماً وكانت مصر ترسل المعونات الطبية والكمامات والأمصال لأهل غزة بفلسطين لمنع إنتشار وباء كورونا وكان الأسير يتبرع بحصته كاملة لأهله في غزة فواتته فكرة وقام بعرضها علي اللواء الطرفاوي فرفضها اللواء الطرفاوي في باديء الأمر لخطورتها لكن الأسير ألَح عليه كثيراً حتي وافق اللواء الطرفاوي أخيراً عليها فعاد الأسير ومعه كل ماأراد إلي غزة كما عاد الملازم ناصر إلي القاهرة حيث مقر عمله وما أن وطئت قدم الأسير حي الشيخ الجرَّاح حتي ذهب إلى العمة نصرة فوجدها غاضبة منه بسبب تلك الخطوبة

فقالت له إسمع يا أمير ياابني أنا زي أمك الله يرحمها برضه بس أنا مش موافقة بصراحة علي الجوازة المهببة دي فقال لها وهو يبكي والنبي ماتزعلي مني أنا كده كده فايتها فوقعت الجملة كالحجر الثقيل علي قلبها فوضعت يدها علي صدرها قائلة فايت أيه ياابني ؟

رد عليها الأسير باكياً وقال بس أنا لازم أعمل حاجة حلوة عشان أشرفك وانتي بتحكيها للولاد وأخذ يقبّل جبينها وجبين الشيخ عمّار الذي كان يستمع لهما صامتاً…

إتصل عطاالله بالرائد أمير ليسأله عن أخبار مهمته التي كلفه بها فأخبره الأسير بأن السلطات المصرية قامت بإلقاء القبض علي السائقين مخلص ووفيّ وأخبره بأنهم الآن يبحثون عنه في كل مكان بعد أن وشي به السائقان وأخبره بأنه الآن هارباً فأرسل عطالله إليه من ينقذه وكان الأسير قد ارتدي كمامة ليغطي بها نصف وجهه حتي لا يتعرف عليه أحدهم وكان يرتدي قفازات طبية وكان بحوزته زجاجة بها ميكروب كورونا يضعها وسط زجاجات المطهر فسأله عطاالله حينما رآه بالكمامة ليه ده كله ؟

فقال له الأسير أنا عاوز أعيش والكمامة دي علي الأقل بتخبي لي نص وشي عشان ماحدش يعرفني وكان الأسير يضع محلول المطهرحتي أصبحت رائحةالمطهر قد عبّقت المكان فقال له عطاالله ماتخافش إحنا هنا المكان بنطهره كل ساعة فقال له الأسير أنا عارف إن هنا أطهر مكان في العالم كله!!!!

وقبل أن يغادر الرائد أمير المكان وفي غفلة من حرس عطالله قام بوضع ميكروب كورونا من زجاجة شبيهة بزجاجات المطهر علي يمناه ومدَّها ليصافح عطالله ومدَّها مرة أخرى ليصافح الحرس ثم خرج في هدوء وأخذ يضع يده الملوثة علي الأسطح التي يمربها في طريقه حتي أنه كان يصافح أشخاصاً لا يعرفهم ولا يعرفونه وكل من يقابله في الطريق وهو يرتدي الزي العسكري وكان يستوقف أيضاً حاملات الجنود لتحيتهم ومصافحة أحدهم ولم ينم ليلتها إلا وقد صافح عدداً لايحصي من العدو اليهودي الذي حرمه من عائلته بالكامل

وتذكر محرقة الهولوكوست لهتلر واستمر لليوم التالي يتنقل من مكان لآخر حتي أصبحت تل أبيب خاوية علي عروشها
وبكرة نكمل

اترك رد