جبل المرار ( الحلقة السادسة)

0

جبل المرار

(الحلقة السادسة)

وفي المساء تلقي المقدم جلال مكالمة هاتفية وإذا بدكتور سامي دكتور التشريح رد المقدم جلال قائلاً آلو أيوه يادكتور سامح أيه الأخبار ؟ أجابه د. سامح قائلاً مفاجأة ياباشا من العيار الثقيل قوي أولاً انت تسمع عن جملة مشهورة بتقول لو كان صبُر القاتل ع المقتول ….

كان مات لوحده أجابه المقدم جلال يعني أيه الكلام ده ؟ فأخبره قائلاً ماحدش موّت ماهيتاب الصفطي !!!! فقال له يعني هي إنتحرت وحطت نفسها في الشوال !!!! تقصد تقول كده يادكتور ….

فصمت د. سامي قليلاً ثم قال أنا مش قصدي ….

أنا بقول لك إن القتيلة ماتت بهبوط حاد في القلب بعد ماشربت العصير المخدر وقبل ما يظهر مفعول المخدر وقبل مايوصل لمعدتها حتي وكل الكسور اللي في جسمها نتيجة سقوط الجثة من مكان عالي وأما السحجات الظاهرة علي الجلد فكانت نتيجة إحتكاك الجثة بالأسفلت لمدة طويلة عشان كده مافيش أي أثار للمقاومة ….

وأضاف د. سامح قائلاً له عندك إستعداد تسمع قنبلة تانية هتغير مجري التحقيق نهائي ؟ فقال له قنبلة تانية ؟ رد الدكتور سامح قائلاً القتيلة ماهيتاب هانم ماطلعتش أم ميار هانم ولا حاجة…..

فسأله مستغرباً أومّال طلعت أم مين ؟

رد الدكتور سامح قائلاً مش أم أي حد خالص
سأله بشغف يعني أيه …مش فاهم !!!!!!

فهمني وحياة أبوك
قال له د. سامح بأعصاب هادئة إحنا كنا بنشرّح الجثة لقيت حاجة غريبة قوي …لقيت القتيلة كان عندها ضمور في الرحم كعيب خلقي كانت مولودة بيه ….رد المقدم جلال قائلاً له علي كده يبقي الموضوع إتلخبط ع الآخر رد د. سامي قائلاً له ولا اتلخبط ولا حاجة …..

إحنا عارفين إنك قدها وقدود

في الصباح الباكر توجه خضر لجبل المرار ليتأكد بنفسه من أشياء قد سلط عليها د. محرم أضواء عن غير عمد ولكنه فوجئ بحصون وقلاع وجنود أسفل جبل المرار وكان ينتوي الصعود فإختبأ داخل غار وعلم أنهم يقومون بحراسة شفاعة أخت ريكس الملك في الرضاعة كما رأي كلباً جميلاً قوياً يحمل خروفاً عجوزاً شقياً علي كتفيه كقربة ماء يرافقه القرد مقرود ناظراً إلي الخروف وهو يقفز بجانبه ملهوف ينزل من أعلي جبل المرار وكان بينهما يطوف ….

إقترب من شفاعة فوجدها تضع خطة بالحذر مشروطة لإنقاذ ريكس الملك من براثن زوجته ميكس المخلوطة ولاحظت شفاعة وجود الإنسي خضر بين الجماعة فأمرت بالقبض عليه ومثوله أمامها فحضر وقبَّل يداها وقدماها وقدم لشفاعة كل فروض الولاء و الطاعة وأخبرها أنه أيضاً يكره الكلبة ميكس وقرر أن ينضم لها لتخليص الملك ريكس وإعادته لها وأخذ يبرهن علي صدقه لها

وأمسك بكفها وأخرج من سترته خرقة بيضاء ووضع طرفها بالماء ومسح علي كفها وأخذ يقرأ لها فتحشرجت داخله كل الحروف فسألها سؤالاً واحداً من يكون مكشوف ؟ فأشاحت عنه وجهها خجلاً وكسوف واندهشت وهزت ذيلها المعقوف فأخبرها بأنه سيأتي من المجهول وسينجح في النزول وعلي كتفه خروفٌ محمول وفي الحال رأت بعينها كل ما قال ووعدها بوضع خطة لعزل ميكس المنحطة فأفرجت عنه علي أن تراه كل يوم ساعة الغروب وأن يأتي إليها بالمطلوب ..

وعاد خضر في التو والساعة وهو غير مصدق نفسه بأنه قد أصبح صديقاً لشفاعة

وفي صباح اليوم التالي دخل الأمين إبراهيم مكتب المقدم جلال بحضور كلاً من المدعو نور الدين داود رزق والمدعو محرم رضا صافي وكان الدكتور ماضي المحلل النفسي ينتظرهما بصحبة المقدم جلال ….

دخل أولاً الأستاذ نور الدين فارع الطول كالعمالقة أحمر الوجه يمتزج لونه بالسمرة وشفابف غليظة عينان دقيقة غائرة أكرت الشعر يهيء لك بأنه أفريقي فسأله المقدم جلال إسمك وسنك وشغلتك رد نور الدين إسمي نور الدين داود رزق وعمري ٣٥ سنة وأعمل كمهندس برمجيات

فسأله وأيه علاقتك بالقتيلة ؟

رد تبقي خالتي فسأله د. ماضي المحلل النفسي سؤالاً خارج نطاق التحقيق قائلاً انت والدك أفريقي ولا والدتك ؟ فبهت وجه نور الدين وصرخ في وجه د. ماضي قائلا والسؤال ده هيفيد القضية بأيه ؟

فنهض د. ماضي وأخرج منديلاً مسح به ماتصبب من عرق تساقط من جبهته أثناء إحتجاجه علي هذا السؤال فتأسف لهما نور الدين عما بدر منه قائلا ًأعذروني ….

أنا والدي مصري وأمي مصرية فزادت دهشة المقدم جلال ونظر إلي د. ماضي يحبيه علي سؤاله فإكتفي بهذا القدر من التحقيق وطلب منه أن ينصرف علي ألا يغادر المدينة ….

وقام المقدم جلال بإستدعاء د. محرم وسأله إسمك وسنك وبتشتغل أيه ؟ رد د. محرم إسمي محرم رضا صافي وعمري ٣٢سنة وبشتغل دكتور تجميل فسأله المقدم جلال وأيه علاقتك بالقتيلة ؟

رد كانت مرات عمي وعلاقتي بيها كانت زي أمي بالظبط وكانت موافقة علي جوازي من بنت عمي ميار فسأله كنت فين يوم الجريمة ؟

رد د.محرم كنت تعبان من الشغل في العيادة وخدت أجازة عشان أحضر فرح في جبل المرار فسأله كان يوم أيه الفرح ده لو تفتكر ؟

رد د. محرم كان يوم الجمعة اللي فات فقال له المقدم جلال بس الجريمة حصلت يوم السبت رد د. محرم أنا كنت هنا يوم السبت بس رجعت جبل المرار تاني ….

سأله ورجعت ليه ؟فأجابه د. محرم كان ضايع مني حاجة ورجعت أدوّر عليها ..

سأله وكان ضايع منك أيه ؟

وكان رده مفاجأة لدكتور ماضي حينما أجاب قائلاً كان ضايع مني جرو صغير فإكتفي بالأسئلة وطلب منه ألا يغادر المدينة
أشعل الدكتور ماضي سيجاراً كوبياً وأمسك بفنجان القهوة ناظراً تجاه المقدم جلال قائلاً له حالة نور الدين من الحالات شديدة الحساسية والصعوبة في علم النفس والدخول إلي عالمه يعتبر شبه مستحيل ولم يعلق المقدم جلال فأخذ يكمل إلا إذا كانت برغبته هو فهو خليط ومزيج فعقله الباطن يعلم جيدا أنه ماتيس زنجي مصري والماتيس غير معترف بهم في معظم شعوب أفريقيا التي وقعت تحت الإحتلال الفرنسي أو الإنجليزي لكنه سعيد بأن يعيش بكنف أم مصرية بيضاء كخالته ماهيتاب وأب مصري أيضاً وكل العائلة تعترف به وترحب فقال له المقدم جلال وأنت سألته سؤال وضغطت علي أصل مشكلته التي يعانيها بمفرده ….

فسأله عن د. محرم قائلاً طب وصاحب الجرو فقال له د. ماضى آه صاحب الجرو ده حكاية تانية !!!!!

فأمسك بفنجان القهوة وسكب كل ما تبقي منه مرة واحدة وإذا بمكالمة هاتفية وكان النقيب نجيب يخبره بأنه قد تم إلتقاط بعض الصور للسيدة المنقبة وهي تقف بعيداً تراقب المشهد فأمره بتكبير كل صورها وقال له أنا عاوز الصور دي علي مكتبي حالاً عشان إحنا هنتحرك ونروح شقة القتيلة

وبكرة نكمل

الكاتب المصرى احمد عشرى
اترك رد