يعد الاستثمار في رأس المال البشري أحد أهم المقومات الأساسية لبناء المجتمعات وهو الجوهر لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئيةفالاستثمار في العنصر البشري يحقق ارتفاعا في إنتاجية الأفراد والذي يؤدي بدورة إلي تحقيق مكاسب اقتصادية تنعكس علي اقتصاديات الدول وأيضا يحقق مكاسب اجتماعية من ارتفاع المستوي الفكري والابداعي والمعيشي للأفراد ومنها تحقيق العدالة الاجتماعيةفضلا أنه يعد من العوامل الحاسمة في تعزيز قدرة الدول علي مواجهة الأزمات والتصدي للتحديات البيئية والمناخية ومواكبة التحولات التي يفرضها الواقع التكنولوجي الهائل ،كل تلك الأسباب مجتمعة أدت إلي إدراك الدول بأهمية ملف الاستثمار البشري والذي أصبح في مقدمة أولويات الحكومات وصناع القرار
الاستثمار في رأس المال البشري في مصر من خلال اهتمت الدولة المصرية بالتزامها بتطوير قوة بشرية هائلة ومؤهلة وقادرة علي قيادة مسيرة التنمية حيث تم استحداث مجموعة من الاستراتيجيات والسياسات الملائمة التي تستهدف تحسين جودة حياة المواطن المصري ورفع مستوي معيشته في مختلف نواحي الحياة لذا تم التركيز علي تحسين جودة نظم الصحة والتعليم
أولا نظم التعليم في مصر من خلال تأسيس بنية تعليمية رقمية تعتمد علي التحول الرقمي والاهتمام بالتعليم الفني والمهني وصدر قرارا بإنشاء الهيئة المصرية الوطنية لضمان الجودة والاعتماد علي التعليم والتدريب التقني والفني والمهني ETQAAN والتي تهدف إلي التوسع في إنشاء المدارس التكنولوجية بهدف زيادة عدد المنضمين للتعليم المهني إلى جانب الاهتمام بمهارات الخريجين وتطوير مهارات البحث العلمي بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وذلك للنشر العلمي الأكاديمي وتوفير المصادر العلمية اللازمة للبحث العلمي ،ولا ننسي دور وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في انعقاد العديد من الدورات التدريبية التكنولوجية لتأهيل الخريجين لسوق العمل في مصر.
تم استحداث الكثير من المبادرات لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين ولعل أهمها مبادرة ١٠٠ مليون صحة و إطلاق تطبيق “صحة مصر” لتوعية وإرشاد المواطنين ،وفي النهاية نؤكد أن أهم الطرق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والقدرة علي مواجهة التحديات العالمية هو الاستثمار في العنصر البشري وتطويرة ورفع كفاءتة فهو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي والمؤثر الأكبر في تنمية الدول.
